عبرت ساكنة الأقاليم الجنوبية، خلال اليومين الماضيين، عن رفضها التام لمقترحات خبيرة التنمية الإقليمية، أسماء العلوي، ومصصمة الأزياء، فاطمة الزهراء الفيلالي، بعصرنة الزي الصحراوي التقليدي النسوي « الملحفة »، وجعلها تلبس بطرق حديثة ونختلفة، مثلما أظهرت صور عرض الأزياء « صحراء فاشن »، الذي احتضنته مدينة الرباط، يوم الجمعة الماضي. عرض الأزياء « صحراء فاشن » وقالت، خولة البلال، الصحراوية المتعمقة في شؤون ثقافة الجنوب: « الملحفة لا تقبل الكثير من التجديد، لأنها بطبيعتها ليست إلا قطعة ثوب من أربعة امتار ونصف ، كانت تقاس قديما بتسع ذراعات، تلف على الجسم، لا تقبل التفصيل، ولا تقبل أن يدخل عليها السروال، كنوع من التطوير والتغيير، فهي إرث ثقافي صحراوي، وزي تقليدي نسائي رسمي يجمع بين جمالية الشكل وتناسق الألوان، فهي رمز لهويتها وانتماءها، حيث تشكل تناغما وانسجاما مع الطبيعة الصحراوية والمناخ الذي تتميز به بقعتنا الجغرافية ». واختتمت البلال: « الملحفة تحافظ على بشرة النساء من غضب الطبيعة وقساوتها، ويكاد لبسها يختصر على نساء البوادي والأرياف الأكثر تشبتا بالتقاليد مع أن بعض نساء المدن يحرصن على لبسها، أما في وقتنا الحاضر فقد تعددت أشكال القماش وألوان الصباغة والتطريز وانتشرت خلال العقود الأخيرة أنواع جديدة من الملاحف ، تتميز بنوعيات قماشها التي تسعى لإرضاء جميع الأذواق المتجددة للنساء، وأصبح هنالك تمييز بين الملحفة التي تلبس في المناسبات والحفلات والأعياد. وبين ملحفة الفتاة والشابة وملحفة المرأة المسنة ».