تعددت وسائل الحشد والدعاية السياسية للأحزاب والقوى المؤيدة للاستفتاء علي تعديل دستور 2012 (المعطل)، في كل من القاهرة والمحافظات، لحشد المصريين للمشاركة والتصويت الإيجابي على الاستفتاء، وكان من أبرزها الأغاني المؤيدة للجيش، ورفع صور وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، وتوزيع الحلوى وسير مركبات بمكبرات للصوت تدعو للتصويت ب(نعم). وكشفت الساعات الأولي للاستفتاء عن وجود دعاية متنوعة لكل القوى الداعمة لخارطة المستقبل التي أعلنها الرئيس المؤقت في 8 يوليو/ تموز الماضي، والتي تبدأ أولى مراحلها بالاستفتاء علي تعديلات دستور 2012 (المعطل). ولاحظ مراسلو الأناضول في القاهرة والمحافظات تسيير سيارات و"تكاتك" (مركبات صغيرة على 3 إطارات، شعبية الطابع) تجوب بعض الشوارع الرئيسية وبعض المناطق الشعبية والريفية مع فتح مراكز الاقتراع للدعوة للتصويت وحث الناخبين وإذاعة الأغاني الوطنية ومنها أغنية "تسلم الأيادي" التي تحمل التحية للجيش المصري. وقام عدد من أصحاب المحال التجارية بالمحافظات بتركيب مكبرات صوت أمام المحلات لإذاعة الأغاني الوطنية، ولافتات دعائية تحمل صور السيسي وتدعو للتصويت ب"نعم". وكذلك أطلقت عدد من المشاركات بالتصويت، الزغاريد، أمام مراكز الاقتراع تعبيرا عن فرحتهن بحشود الناخبين. كما رفع المواطنون أمام مراكز الاقتراع أعلام مصر، وصور الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، للتأكيد علي أن دعمهم للدستور يؤكد موافقتهم علي ما قام به في 3 يوليو/ تموز الماضي عندما أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي، وعطل العمل بدستور 2012، وكذلك علق المواطنون أمام مراكز الاقتراع أيضا، لافتات كتب عليها (نعم للدستور)، و(نعم للاستقرار). وشهدت مدرسة القبة الثانوية العسكرية بحي الزيتون شرقي القاهرة، إلقاء سكان عمارات المنطقة أمام المدرسة الحلوى من البلكونات على الناخبين، تعبيرا عن فرحهم بالاستفتاء على الدستور. وفي أحد الأحياء الشعبية بمنطقة "السيدة زينب" وسط القاهرة رفع أحد تجار حلوى المولد النبوي لافتة كبيرة كتب عليها "يا حلاوة (حلوى) الدستور صوت ب‘نعم‘ من اجل استقرار مصر". كما لاحظ مراسلو الأناضول، توفير حزب النور (السلفي، والشريك في قرارات 3 يوليو) بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) وسائل لنقل المواطنين لمقرات مراكز الاقتراع علي الاستفتاء. وبحسب ما أعلن قيادات الحزب بالمحافظة، أنه "يأتي الهدف من هذه الخدمة لتسهيل عملية المشاركة على كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة والقاطنين في أماكن بعيدة عن مراكز الاقتراع، لزيادة أعداد المشاركين في الاستفتاء". كما تواجد أعضاء الحزب في العديد من المحافظات، أمام مراكز الاقتراع، والذين قاموا بتشكيل لجان خدمية لتسهيل العملية الانتخابية على المواطنين، بتسهيل عمليات البحث عن أماكن الاقتراع. كما انتشر عدد من العربات التي تحمل لافتات "حزب النور" و"نعم للدستور" والتي تجوب الشوارع لنقل المواطنين للمقرات الانتخابية. في الوقت الذي تواصلت فيه حملات "طرق الأبواب" علي البيوت لحث المواطنين علي المشاركة، وخرجت مجموعات شبابية إلي البيوت لحثهم علي المشاركة في الاستفتاء وتعريفهم بمزايا الدستور، وهي الفكرة التي كانت تقوم بها جماعة الإخوان في كل الانتخابات السابقة. ورصد مراسل الأناضول، ظهور حشود كثيفة بصورة واضحة لاسيما في محيط مراكز التصويت بمناطق القاهرة المختلفة، من قبل النساء، اللاتي قلن أن "السيسي دعاهم للنزول والمشاركة في التصويت، وكان واجبا عليهن أن يستجيبوا له". وتأتي هذه الوسائل، رغم إعلان اللجنة العليا للانتخابات المشرفة على الاستفتاء، حظر إجراء أية دعاية بأية وسيلة أو حث للمواطنين على الإدلاء بآرائهم على نحو معين، على مسافة مائتي متر من مقار مراكز الاقتراع. وشهدت شوارع القاهرة تواجدا أمنيا مكثفا حول وبعيدا عن مراكز الاقتراع، بنصب عدة نقاط تفتيش شرطية علي مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية والميادين العامة، تضمنت عدة سيارات للأمن المركزي والمدرعات، تحسبا للمظاهرات التي دعا لها التحالف المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي. على الجانب الآخر، غاب عن المشهد على الأرض حول المراكز التصويتية، معارضو الاستفتاء، خاصة جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها، والذين اقتصر نشاطهم على مظاهرات بعيدة نسبيا عن مراكز الاقتراع تدعو لمقاطعة الاستفتاء، ساهمت في فض عدد منها قوات خاصة عسكرية. ويجري الاستفتاء، اليوم وغدا ما بين التاسعة صباحا (7 ت.غ) والتاسعة مساء (19:00 ت.غ)، ويمثل أول استحقاق ضمن خارطة الطريق، التي أعلن عنها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي. ويلي الاستفتاء انتخابات رئاسية وبرلمانية.