كشف تقرير جديد أعده مرصد حريات التابع لمنظمة حريات الإعلام والتعبير « حاتم »، أن حريات الإعلام في المغرب ما تزال تعيش وضعا صعبا، وفقا للمؤشرات التي استند عليها التقرير، حيث أكد أنه في الفترة ما بين 10 ديسمبر2014 إلى نهاية دجنبر من سنة 2015، شهدت ما يقارب 367 انتهاكا لحرية الإعلام والتواصل الرقمي في المغرب. وأكد التقرير الذي توصل موقع فبراير بنسخة منه، أن حرية الإعلام عانت من اتجاهات سائدة من الانتهاكات، تجلت أساسا في الاعتداء الجسدي أو اللفظي، وبلغ عدد ضحايا العنف من الصحفيين في عام واحد 74 حالة، أي 20 بالمائة من مجموع الانتهاكات، وكذا المنع من التغطية الإعلامية؛ التصوير، والتوزيع والذي بلغ 58 حالة، بالإضافة إلى المتابعات القضائية التي بلغت 48 حالة، أي بنسبة 13 بالمائة، أما الإدانة القضائية فشملت 38 حالة أي بنسبة 10 بالمائة من مجموع الانتهاكات الأخرى. وحسب التقرير، فإنه على الرغم من تزايد حالات المتابعات القضائية، والإدانات الصادرة في حق الصحافيين والإعلاميين، والمتواصلين رقميا، فالملاحظ تقلص الأحكام السالبة للحرية أو المبالغة في الغرامات خلال سنة 2015، وذلك عكس ما سجل في السنوات السابقة، إذ كانت مجمل الأحكام التي أصدرتها المحاكم، قد أدانت الصحافيين والإعلاميين، وتميزت هذه الإدانات باستمرار اعتماد أحكام سالبة للحرية وبغرامات مالية باهظة، مما أرهق مالية المنابر الإعلامية وتسبب في إغلاق بعضها حسب ما جاء في التقرير. وبخصوص حالات الاعتداء البارزة، فإن التقرير أشار إلى أنها شملت المصورين الصحافيين أثناء تغطيتهم للتظاهرات والوقفات الاحتجاجية؛ مثلا حالة منع باشا بمراكش للمصورين من تغطية الوقفة الاحتجاجية لتجار ضد قرار هدم محلاتهم العشوائية والصحافيين في المجال الرياضي، وهنا تظهر حالة الاعتداء على المراسل الصحافي لموقع « سوق سبورت » ومصادرة هاتفه الشخصي من طرف لاعبي الوداد، والمدرب السيد موسى نداو بعد نهاية مباراة الأمل، التي جمعت فريقهم مع فريق الرجاء بالدار البيضاء. ويضيف التقرير أن الانتهاكات والتهديدات في حق الصحافيين المغاربة لم يقتصر حدوثها فقط داخل التراب الوطني، إنما في بلدان أخرى كذالك، وبالضبط في فرنسا، فالصحافية المغربية زينب الغزوي التي تشتغل في مجلة « شارلي إبدو » الباريسية، تلقت تهديدا بالقتل من طرف تنظيم « داعش » الإرهابي، لينضاف إلى تهديد آخر تم على العلن من خلال وقفة نظمتها مجموعة سلفية بمدينة طنجة.