قال المدعي العام في إيطاليا لرويترز إن إنهاء تجريم بيع الحشيش سيوجه ضربة لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية وأعضاء عصابات المافيا الذين تشير تحقيقات جارية إلى أنهم يتعاونون في تهريب الحشيش. وقال فرانكو روبرتي المسؤول الأول في إيطاليا عن مكافحة المافيا والإرهاب إن طريق التهريب الرئيسي للحشيش القادم من شمال أفريقيا يبدأ من الدارالبيضاء في المغرب مرورا بالجزائر وتونس إلى طبرق في شرق ليبيا. ويمر هذا المسار بمدينة سرت الساحلية التي تعتبر في الوقت الحالي قاعدة لأقوى فرع لتنظيم الدولة الإسلامية خارج سوريا والعراق. وقال روبرتي في مكتبه المزين بالزخارف في مبنى يرجع للقرن السابع عشر كان في فترة من الفترات يستخدم سجنا للفاتيكان « من المؤكد أن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على هذا الطريق في ليبيا فهو يسيطر على الساحل على امتداد خليج سرت ». وقال إن الشرطة توصلت في تحقيقات لم تعلن تفاصيلها على الملأ إلى أدلة على أن عالم الجريمة المنظمة في ايطاليا الذي يسيطر منذ فترة طويلة على إمدادات المخدرات في البلاد و »من يشتبه أنهم إرهابيون » في شمال أفريقيا يتعاونون في تهريب الحشيش. وقال لرويترز « إنهاء التجريم أو حتى إجازة (الحشيش) ستكون بالتأكيد سلاحا ضد المهربين الذين قد يكون بينهم إرهابيون يحققون دخلا منه ». واستشهد روبرتي بتقديرات لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة فقال إن تجارة المخدرات التي تشمل نبات القنب والحشيش تدر أكثر من 32 مليار يورو (36.10 مليار دولار) سنويا على عصابات الجريمة المنظمة في ايطاليا. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على جزء فقط من طريق تهريب المخدرات في شمال أفريقيا لكن تقريرا لشركة آي.إتش.إس للتحليلات نشر يوم الاثنين قال إن تجارة المخدرات تمثل ما يقل عن سبعة في المئة من دخل الجماعة. وفي كتابه الجديد « نقيض الخوف » كتب روبرتي (68 عاما) بإسهاب عن أوجه الشبه بين الجماعات الإسلامية المتشددة وعصابات المافيا الايطالية وعن سبل تحسين الحرب عليها. ولم تتعرض ايطاليا لهجوم من المتشددين الإسلاميين لكن أفلام الدعاية التي يبثها تنظيم الدولة الإسلامية بانتظام يذكر روما والفاتيكان كأهداف محتملة. وكلفت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رينتسي مكتب روبرتي الذي نسق الحرب على الجريمة المنظمة منذ أوائل التسعينات بمهمة الإشراف على التحقيقات في الإرهاب في فبراير شباط من العام الماضي. وقال روبرتي إن أحد الأسباب المنطقية التي تجعل مكتبه ينسق تحقيقات مكافحة الإرهاب هو أن الجماعات الإسلامية وعصابات المافيا التقليدية مثل عصابة كوزا نوسترا في صقلية ترتكب جرائم متشابهة. وقال « الإرهاب الدولي يمول نفسه بأنشطة إجرامية نمطية عند المافيا مثل تهريب المخدرات وتهريب السلع التجارية وتهريب النفط وتهريب الآثار والأعمال الفنية والخطف من أجل الفدية والابتزاز ». وفي مواجهة تحديات ضخمة للتصدي لمهربي البشر وتهريب الكوكايين والإرهاب الدولي يقول روبرتي إن المحققين يقضون وقتا طويلا ويستخدمون قدرا كبيرا من الموارد في مكافحة مهربي الحشيش. وقال « نحن ننفق قدرا كبيرا من الموارد بلا طائل. لم ننجح في تقليل تهريب الحشيش. بل على العكس فهو يتزايد. » ويتساءل روبرتي « هل يستحق الأمر عناء التحقيقات لمكافحة مبيعات المخدرات الخفيفة في الشارع؟ » وتقول أحدث الإحصاءات الحكومية أن حوالي 3.5 مليون ايطالي تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما تعاطوا الحشيش في 2014. وقال إن الحشيش أقل ضررا بكثير من المخدرات القوية أو التخليقية التي يجب أن يستمر تجريمها. غير أن القوانين الايطالية التي تجرم بيع الحشيش وزراعته شديدة القسوة ويمكن أن تؤدي إلى السجن. وفي وقت سابق من العام الجاري اقترحت مجموعة من النواب من حزبين إجازة حيازة الحشيش وزراعته لكنها لم تحظ بتأييد قادة أي أحزاب كبرى.