ما يزال الجدل متواصلا في إسبانيا حول القرار الذي اتخذته حكومة إسبانيا المركزية، والتي يدير شؤونها حاليا الحزب الشعبي، بمنع دخول أضاحي عيد الأضحى خلال السنتين المقبلتين من المغرب إلى إسبانيا، وخاصة إلى مدينة مليلية، حيث يتواجد بها عدد كبير جدا من العائلات المسلمة. وبعد أن انتقدت عدد من الهيئات والمنظمات الحقوقية هذا القرار، أكد الحزب الاشتراكي الإسباني المعارض أنه قرر الدخول على خط القضية، حيث طالب الحكومة المركزية بضرورة التراجع عن هذا القرار الذي يعني منع دخول حوالي 6 آلاف رأس غنم مغربية ستتجه إلى أسواق المدينة، والتي يقصدها مسلموها لشراء أضاحيهم للاحتفال بمناسبة عيد الأضحى. وفي تعليقها على القرار، طالبت رئيسة الحزب الاشتراكي بمدينة مليلية، غلوريا روخاس، الحكومة الإسبانية بمحاولة البحث عن حل يزاوج بين احترام القوانين وضمان الظروف الملائمة لاحتفال مسلمي المدينة بعيد الأضحى، حيث ادعت حكومة مدريد اتخاذها للقرار بحماية صحة مواطني المدينة من مرض ينتقل عبر هذه الأضاحي، يدعى الحمى القلاعية. وقالت القيادية اليسارية بأن حزبها توصل بشكاوى من سكان مليلية المسلمين ومن هيئات وجمعيات عبرت عن قلقها من تأثيرات القرار، كما أعربت عن عدم القدرة على اقتناء أضاحي العيد بسبب ارتفاع أسعار الأغنام التي سيتم جلبها من إسبانيا عوض المغرب. وأشارت روخاس بهذا الصدد، في تصريحات للصحافة، إلى أنها سترأس لجنة خلال الأيام القليلة المقبلة ستتكون من ممثلي المفوضية الأوروبية، حيث وعدت بأنها ستنقل إليها قلق المواطنين بخصوص هذا القرار. كما شددت المتحدثة، وفق ما نقلت صحيفة 20 دقيقة الإسبانية، مساء أمس الأحد، على ضرورة البحث عن حلول لا تخالف منطوق القوانين ولا تهدد مصلحة المواطنين وصحتهم، بالرغم من أنه لم يتم تسجيل أية إصابات في قطيع الأغنام المغربي بالمرض السالف الذكر، على حد قولها.