أعدت العاصمة الاقتصادية للمملكة عدتها لاحتضان أول دورة إفريقية لمعرض « المدينة الذكية » (سمارت سيتي إكسبو) من 18 إلى 20 ماي المقبل، تحت شعار « المدينة المنفتحة، المندمجة والمبتكرة ». ومن شأن هذه التظاهرة الدولية الهامة، التي يراد منها تنشيط الحاضرة الكبرى بالمغرب وجهتها بروح تتسم بالتجديد والابتكار، أن تدرج المدينة ضمن الأجندة الدولية لتظاهرات « سمارت سيتي » (المدينة الذكية)، وفق ما أكده المنظمون لوكالة المغرب العربي للأنباء. وأوضح هؤلاء أن هذه التظاهرة ستجمع إدارات عمومية وباحثين وجامعيين وخبراء من المغرب والخارج، وأيضا مقاولات متخصصة في التنمية الحضرية بمختلف أنحاء العالم، مشيرين إلى أن هذا المعرض يعزز اختيار المعهد الأمريكي للهندسة الكهربائية والإلكترونية بالدارالبيضاء وكنساس سيتي بميسوري (وسط الولاياتالمتحدةالأمريكية) من بين خمسة عشر مدينة متنافسة للاستفادة من الموارد التي تقدمها المبادرة التي تحمل اسم « المدن الذكية » (سمارت ستيز)، الرامية إلى وضع التكنولوجيا في خدمة التنمية الحضرية. وتشكل هذه التظاهرة ملتقى ومعرضا وأرضية للقاءات الثنائية للأعمال بين المقاولات المحلية والأجنبية، فضلا عن برنامج غني بالأنشطة الموجهة للعموم بمختلف الشرايين الرئيسية للعاصمة الاقتصادية للمملكة. كما سيمكن هذا الحدث، بحسب المنظمين، من تبادل أحسن التطبيقات لبناء سياسات حضرية شاملة، متجددة ومستدامة. وستقدم الدارالبيضاء، الحاضرة المعروفة بحيويتها الاقتصادية على الصعيد الإفريقي، مشروعها المتوج من قبل المعهد الأمريكي للهندسة الكهربائية والإلكترونية « مبادرة المدينة الذكية » (سمارت سيتي إينسياتيف) المرتكز على مفهوم المدينة الذكية، المقتصدة، الاجتماعية والمستدامة، الذي يضع المواطنين في صلب مسلسل التحول، من خلال خلق شراكات بين القطاعين العام والخاص والسكان، تسمح للمواطنين بأن يكونوا الفاعلين والمشيدين لمدينة الغد. وتسعى الجهات المنظمة من خلال هذه التظاهرة، إلى المساهمة في تقوية موقع العاصمة الاقتصادية للمغرب، عبر وضع مشاريعها المختلفة في المقدمة، وذلك بتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، الممثلين في ولاية جهة الدارالبيضاء- سطات ومجلس مدينة الدارالبيضاء ومجلس الجهة، مع دعم جامعة الحسن الثاني والمركز المغربي لإنعاش الصادرات والمركز الجهوي للاستثمار بنفس الجهة. ويذكر أنه سبق اختيار مدينة الدارالبيضاء من قبل المعهد الأمريكي للهندسة الكهربائية والإلكترونية للاندماج في مشروع « المدن الذكية »؛ حيث يرى رئيس مبادرة المدن الذكية، جيل بيتيز، أن كنساس سيتي والدارالبيضاء ستلتحقان بمجموعة محدودة من مدن العالم المطالبة بمواجهة النمو الديمغرافي الحضري عبر الاستعمال الذكي للتكنولوجيا المتعددة التخصصات، من أجل دعم أنظمة المدينة بشكل مستدام ومسؤول، قابل لمنح المواطنين جودة عالية للحياة. وتعمل المدينتان في انسجام تام مع التمثيليات المحلية للمعهد الأمريكي للهندسة الكهربائية والإلكترونية، بهدف دعم المبادرات المتجددة بتعاون مع البلديات والمقاولين المحليين والجامعات والمنظمات غير الحكومية. وترى عواطف حيار، مديرة « كلوستر سمارت سيتي » للدار البيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المفهوم الاجتماعي للمدينة الذكية والمكلفة قليلا، المعتمد بالدارالبيضاء، يضع المواطن في صلب مسلسل التحول؛ حيث يتم بذلك خلق شراكة بين القطاعين العام والخاص والمواطن، يقوم من خلالها السكان بدور الفاعل والباني لمدينتهم الذكية. وأضافت أن « هذه المقاربة التشاركية ستسمح لنا بإقامة مشاريع ومواقع مرتبطة في ما بينها من أجل تكوين مدينة ذكية وخلق نظام بيئي اجتماعي، مستدام، تعاوني ومبتكر، قادر على تحويل التحديات الاجتماعية والاقتصادية إلى فرص للأعمال ». تجدر الإشارة إلى أن المعهد الأمريكي للهندسة الكهربائية والإلكترونيك، عبارة عن جمعية مهنية مشهود لها دوليا، تعمل في عدد من القطاعات مثل نظم الفضاء، والمعلوميات، ووسائل الاتصال، وهندسة الطب الحيوي والطاقات الكهربائية. وتكرس هذه الهيئة أنشطتها لتقدم التكنولوجيا لفائدة الإنسانية. يذكر أن مدنا أخرى كبرى في العالم استفادت بدورها من هذه المبادرة، من بينها غوادالاخارا بالمكسيك ووكسي بالصين.