قالت مجلة "جون أفريك" أنه ليس من السهل أن تتحقق المساواة في المغرب، وأن جيلا جديدا من المناضلات قد بدأ يمسك بزمام المبادرة في البلد، بعد وصول أو حكومة إسلامية إلى الحكم، و بعد مرور مايقرب من عشر سنوات على إصلاح مدونة الأسرة. وتوقفت "جون أفريك" في مقال تحليلي للصحفي "بنيامين روجي"، عند إعلان الملك محمد السادس في سنة 2004، عن إصلاح مدونة الأسرة بالمغرب ، والنقاش المحتدم، والصاخب الذي تلا إصلاح المدونة، والذي لم يمنع حسب المجلة من وجود بعض الثغرات القانونية، التي لازالت تعيق تحقيق المساواة بين الجنسين، وتحد من قدرة المرأة المغربية على التحرر. واعتبرت المجلة أن العديد من الجمعيات النسائية، المحسوبات على "جيل مدونة الأسرة"، تغض في سبات عميق، وتميل إلى الراحة والاكتفاء باجترار أمجاد ماضيها على المستوى الحقوقي. وفي هذا السياق، أكدت الصحفية، نادية لمليلي، أن "الحركة النسائية في المغرب تغض في سبات عميق منذ سنوات، فبالرغم من التقدم، الذي تحقق على مستوى التمثيلية السياسية، فان لاشيى تحقق على مستوى الحقوق الأساسية "، مضيفة أن أحد أبرز علامات فشل الحركات النسائية في المغرب، يكمن في تطبيق بنود مدونة الأسرة، التي دخلت إلى حيز التنفيذ في صمت مقزز، وطبقت شأنها شأن أي قانون آخر، ناهيك على أنها قد تعرضت للنسف من طرف القضاة أنفسهم". ومن جهتها، أجملت الطالبة والناشطة النسائية، ماجدولين اليزيدي، مشكل انعدام المساواة في المغرب في وجود نظرة، تعتبر مدونة الأسرة "مرجعا مثاليا"، في حين لازالت هناك عدة معارك يجب خوضها ، خصوصا على مستوى محاربة التحرش الجنسي والمضايقات اليومية للنساء، بالإضافة إلى العنف الجنسي بجميع أشكاله". من جهة أخرى، توقفت "جون أفريك" عند الضغوطات التي تتعرض لها، بسيمة الحقاوي، المرأة الوحيد في حكومة عبد الإله بنكيران، وزيرة التضامن و المرأة والأسرة، والتنمية الاجتماعية. فهذه السيدة المسلمة، و المحجبة حسب المجلة، سبق لها وأن تعرضت لانتقادات حادة من قبل الجمعيات، والحركات النسائية، حينما وصفتها ب "بطلة المحافظين الاجتماعيين" . وهي الانتقادات، التي ردت عليها بسيمة الحقاوي، بتأكيدها أن "حقيقة الأمر تكمن في أن العديد من الحركات النسائية ، حركات يسارية، وبالتالي فهن لايقبلن أن تتغير الأمور مع مجيء امرأة محجبة من حزب العدالة والتنمية"، وهذا تناقض صارخ ومثير للدهشة"، مشيرة إلى أن أي كان معارضو الحكومة ، فان هذه الأخيرة ستعمل لصالح المرأة المغربية"