في تطور جديد للصراع بين الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، كشفت «التجديد» المقربة من العدالة والتنمية لأول مرة عما وصفته ب»جهات غير حزبية» تتفاوض مع شباط من أجل «العودة إلى الحكومة خلال مرحلة التفاوض» بعدما رفع مذكرته إلى الملك. وبينما لم تكشف «التجديد» عن طبيعة هذه «الجهات غير الحزبية»، نفى عادل بن حمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، أن يكون حزبه «يتفاوض مع أية جهة كيفما كانت مواقعها»، وقال ل»أخبار اليوم» إن مذكرة حزبه «لم تُرفع بعد إلى الملك» و»لا إلى الديوان الملكي».
وأوضح بنحمزة أن المذكرة ستُرفع إلى الملك بصفته رئيسا للدولة، حين سيعود إلى المغرب من الخارج. واعتبر الحديث عن مفاوضات لحميد شباط مع جهات غير حزبية مجرد «إشاعة لا أساس لها من الصحة».
حديث «التجديد» عن مفاوضات تجري بين حميد شباط و»جهات غير حزبية» يأتي بينما بدأ الترويج لسيناريو بديل وممكن للوضع الذي ترتب على قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال بالانسحاب من الحكومة يقوده مستشارون للملك، وذلك تحضيرا لمخرج ممكن قبل عودة الملك من الخارج.
في السياق ذاته، رفض قيادي في العدالة والتنمية الحديث عمن يتفاوض مع شباط، مرجّحا أن يكون «تأخر الملك في العودة هو رفضه أن يكون طرفا في أزمة تسبب فيها شباط لحزبه»، مؤكدا أن «حزب الاستقلال في ورطة».
وبينما يرفض المسؤول الحزبي الحديث عن «أزمة حكومية أو حتى أزمة أغلبية» على اعتبار أن «الوضع يعكس أزمة داخل حزب الاستقلال غير القادر على تنفيذ قرار مجلسه الوطني بالانسحاب من الحكومة»، يرى أن الحلّ الممكن أمام شباط هو أن «يُغلق فمه لفترة حتى تفتح إمكانية الحوار بينه وبين بنكيران»، مؤكدا أن الحل يوجد في التقاء الطرفين فقط: بنكيران وشباط.
وأضاف المصدر ذاته أن «المشكل لحد الآن إعلامي وليس مؤسساتي»، لأن «الحكومة، ووزراء حزب الاستقلال فيها، يشتغلون بشكل طبيعي». وأردف كذلك أن «المزاج العام داخل حزب العدالة والتنمية رافض لحميد شباط ولن يقبل بأية تنازلات لفائدته»، إلا «إذا أغلق فمه».