أثار الفايسبوكيون"اللوك" الجديد لفؤاد عالي الهمة مستشار الملك ورفيق دراسته الذي نزل من "تراكتور" الأصالة والمعاصرة، بعيد فوز حزب العدالة والتنمية بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية، ليجلس على كرسي المستشار الملكي في ديوان البلاط أو حكومة الظل التي لازالت لها قوتها ومكانتها، ولم تفقد بريقها السياسي، رغم التعديل الدستوري. هكذا بدا الهمة، بدون شنب، رسم بعناية شعر ذقنه على الطريقة الشبابية، نظارة سوداء بإطار سميك...بدا أكثر شبابا، لا يفارقه السوار الجلدي الممهور ببركة المخزن، الذي كان منذ سنوات مثار اهتمام المعلقين، بعد أن بات موضة انتقلت من يد أصدقاء الملك إلى يد الوزراء.. هكذا انتقلت الصورة التي بين أيديكم من صفحة إلى أخرى، وتوالت التعليقات: "نيو لوك برعاية أمريكية" في إشارة إلى الماركة الأمريكية للنظارة السوداء، وأضاف آخر:"نظارات ملكية" بالنظر إلى أن هذا النوع من النظارات شبيه بذلك الذي كان قد اختاره محمد السادس لأول مرة بمناسبة إلقائه خطابا خلال قمة أهداف الألفية للتنمية في نيويورك 2010. وذهب آخرون إلى قراءة ما وراء الصورة، ولتحليل دلالاتها السيميائية:"خلف نظارته السميكة، يركز على هدف واحد، على يسار المشهد، وبشكل مرتفع، وإلى الأمام.. يعكس "البربيش" وجهه الشبابي، أما "لي البات" فتظهر وجهه الحداثي" فيما وقع أحدهم تعليقا آخر:"اخراج جديد، الهمة والشان، إنه حس التكيف.. يبدو أنه عازم على التكيف مع وظيفته الجديدة كخادم دولة، كما صرح بذلك رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران.." وبرزت في نفس الآن عبارات يتزاحم فيها الاعجاب بالانتقاد:"الراجل صغار وزيان باش ينساوه المغاربة.." وقال له آخر:"أعطاتك الدنيا أولد بنكرير" وقد علق أحد الظرفاء على الفايس بوك، بأن اللوك الجديد لاسيما دقنه، قد يكون نوعا من الغزل المتبادل مع حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، لاسيما وقد تبادل كل من الهمة وبنكيران عبارات الود مؤخرا، سواء حينما تسرب عن الهمة قوله ببداية صفحة جديدة مع بنكيران، أو حينما أكد هذا الأخير أنه لن يستمر في مهاجمة الهمة بعد تعيينه مستشارا.. وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها "لوك" الهمة بعض المتتبعين للرجل، فقد سبق له أن ظهر في الكثير من المرات بعد طول غياب، وقد أسدل لحيته، التي كانت تفاجئ الجميع، واستأثرت بتعليقات الصحافيين والمتتبعين للمشهد السياسي، كان آخرها حينما اختفى ليظهر في جنازة الراحل مزيان بلفقيه أحد أبرز مستشاري الملك حينئذ. إن المغاربة بطبعهم يدركون أين يتمركز القرار، لهذا لا يمكن للمظهر الجديد لواحد من المقربين للملك وأحد أبرز المتكلمين في أذن الجالس على العرش، إلا أن يثير اهتمامهم، وأن يحظى بما يكفي من العناية والتعليق. يبدو أن دقن الهمة سينافس هذه الأيام ربطة عنق رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران وحذاءه، وطريقته في مبادلة التحية ماريانو راخاوي رئيس الوزراء الإسباني.. وكل قفشاته.