في سابقة هي الأولى من نوعها، وفي خطوة لرد أي هجوم محتمل على موظفيه خلال الجلسة المخصصة لمناقشة ميزانية المندوبية السامية للسجون، عرض عبد الحفيظ بنهاشم، المدير العام لهذه المندوبية صورا وفيديوهات صادمة عن حالات تهريب المخدرات والأقراص المهلوسة، وتسريب الأموال عن طريق الأحذية الرياضية والساعات اليدوية، والجوارب، ومعارك طاحنة بين المسجونين والتهديد باتهام الإدارة بممارسة الاعتداء عليهم... بنهاشم اشتكى للبرلمانيين معاناته مع أسر أكثر من 70 ألف سجين موضحا أنه اهتدى أخيرا لوضع كاميرات مراقبة عن بعد، لتتبع حالات خرق القانون من طرف السجناء. وأعلن بنهاشم خلال مناقشة ميزانية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج داخل لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب أمس الثلاثاء، أن معدل وفيات السجناء يصل إلى 1,7 في الألف في السنة مقابل 5,5 في الألف كمعدل وطني خارج أسوار السجون، مبينا أن الوفيات حصلت نتيجة أمراض مزمنة قبل إيداعهم السجن، مثل أمراض السل والقلب والسرطان. بنهاشم قدم جردا لحالات الانتحار بالمؤسسات السجنية، موضحا أنها بلغت 8 حالات سنة 2008، ولم تتجاوز 3 حالات سنة 2009، و7 حالات سنة 2010، و9 حالات سنة 2011، واعتبر حالات الانتحار بالمؤسسات السجنية المغربية «جد محدودة» مقارنة مع دولة متقدمة كفرنسا. وبخصوص حالات الفرار داخل السجون، قال بنهاشم إنها عرفت انخفضا رغم الارتفاع المتزايد لعدد نزلاء المؤسسات السجنية، موضحا أن سنة 2012 لم تسجل أي حالة فرار من داخل المؤسسات السجنية، مقابل 3 حالات فرار سنة 2011 و30 حالة فرار سنة 2008. وفيما يرتبط بالعدد الإجمالي لنزلاء السجون، فقد بلغ هذه السنة 70 ألف و675 سجينا، منهم 38 ألف سجينا محكومون نهائيا أي بنسبة 54 في المائة، فيما بلغ عدد المعتقلين بشكل احتياطي 32 ألف و626 سجينا، مضيفا أن نسبة المعتقلين الاحتياطيين تمثل 46 في المائة من مجموع الساكنة السجنية خلال سنة 2012، ما يشكل أحد الأسباب المباشرة لظاهرة الإكتظاظ. وكشف بنهاشم أن نسبة المعتقلين بسبب جرائم الأموال بلغت 27.68 في المائة، وجرائم الإتجار في المخدرات 25.81 بالمائة، في حين وصلت نسبة المعتقلين بسبب الجرائم ضد الأشخاص 17.98 في المائة. كما تعرض بنهاشم للحالة الاجتماعية للنزلاء حيث أكد أن معظم المعتقلين عازبون في سجون المغرب حيث يشكلون 63.33 في المائة من مجموع الساكنة السجنية، مقابل 32,70 في المائة من المتزوجين، بينما تبلغ نسبة المطلقين 3,25 في المائة، ونسبة المعتقلين الأرامل 0,73 في المائة، أثناء عرضه، وأثناء تقديم عرضه، اشتكى مندوب السجون من تدني مستوى التعليمي للسجناء، وهكذا سجل بأن نسبة مستوى التعليم الجامعي لا تتجاوز 2,20 في المائة، وأن 18,47 من المعتقلين يتوفرون على المستوى الثانوي، في حين تبلغ نسبة المعتقلين الأميين أو الذين يتوفرون على مستوى دراسي ضعيف تصل إلى 79,33 في المائة. وفي ما يتعلق بتصنيف المعتقلين حسب مدة العقوبة، أوضح بنهاشم أن عقوبة الإعدام تمثل نسبة 0,19 في المائة، والعقوبات المحددة في سنتين وأقل، تمثل ما يقارب نسبة 60,17 في المائة، والعقوبات المحددة في أكثر من سنتين إلى 10 سنوات أي ما يقارب 29,4 في المائة، أما العقوبات الطويلة المتراوحة ما بين أكثر من 10 سنوات والمؤبد فتمثل 10,23 في المائة