مصير سوريا ومستقبل سوريا وأمن سوريا وشعب سوريا وحضارة سوريا، كل هذا بيد العالم العربي الذي يبدو أنه بدأ يتخلى عن سوريا دون أن يفهم أنه كلما كانت سوريا قوية سيكون العالم العربي قويا وأنه كلما كانت سوريا ضعيفة سيكون العالم العربي ضعيفا ولكن لغباوة العالم العربي وضعف الجامعة العربية، يظهر للجميع أننا سنسلم سوريا الشعب لا سوريا النظام للعدو ليفعل مايريد وأن هذا العدو ليس له الغرض ببشار الأسد ولكن له الغرض بتذليل الشعب وتشريده وإضعاف القوة العسكرية السورية وتقسيم الأرض إلى دولتين أو ثلاثة دول. فبشار الأسد مهما طال الزمن فسيزول لأن الواحد البشري لايستطيع الصمود أمام الجماعة المكثفة الحاملة للنية الحسنة في جعل سوريا أقوى من الآن. مايفعل الجيش للدفاع عن وحدة ترابه، يعتبره العدو عدوانا غاشما وإرهابا قاسيا وقتل للشعب وما يفعله المسلحون الوافدون من دول الجيران و الممولون من بعض الدول العربية و المأمورين من طرف العدو الحقيقي في قتل الأبرياء ودمار البنية التحتية وطمس المعالم الدينية والبيئية والتراث الحضاري، يعتبره العدو تدخل شرعي لحماية المدنيين، انه منطق العصر الحجري. كما أن هناك حملة إعلامية مهووسة ومفتعلة ويشوبها تعتيم غير مفهوم تتبع الحملات الإرهابية على أرض الواقع، والكل اقتنع بهذا الحملة الإعلامية التي ينتجها العدو كما ينتج الأفلام الهوليودية، نصفق لها تم ننام كالأطفال تاركين حرمتنا للضياع. ادا كان العالم العربي يريد خيرا بسوريا فليتدخل بقوة وبكلمة واحدة لإيقاف هذه الحرب العوجاء و إحضار كل الأطراف المتنازعة في طاولة واحدة للتشاور و الحوار الجدي قصد الخضوع للشعب السوري الوحيد الذي له الحق في تقرير مصيره وذلك بانتخابات مبكرة و لبشار الحق في أن يترشح للرئاسة، والشعب له كل الحق في اختيار كل المؤسسات المسيرة للدولة وهكذا سنكون أمام تصور حقيقي وجدي لسوريا المستقبل، قوية ومثينة لأنها إذا كانت قوية سنكون نحن العرب أقوياء أيضا ولا يستطيع العدو النيل منا ومن وحدتنا. أظن أن العالم العربي الآن عليه أن يأخذ العبر والدروس وأن يفهم جدا قصة الأسد والثيران الثلاثة التي كنا ندرسها ونحن تلاميذ وكان المعلم يعلمنا التماسك والوحدة و أرجو من بشار الأسد أن يتنازل عن شيء من كبريائه ويعطي الفرصة لشعبه ممتنين له على ماقام به من مجهود خلال حكمه وبالخصوص التفكير في وحدة عربية محروسة بقوة عسكرية عربية ومثينة لاتقهر.