مما لا شك فيه أن التضارب الصارخ في الأنباء الواردة من ليبيا، وخاصة من المناطق التي تدور فيها حاليا معارك شرسة بين القوات الموالية للزعيم معمر القذافي وقوات الثوّار،إن دل على شيء فإنما يدل على عجز وسائل الإعلام المختلفة في الوصول إلى حقيقة ما يجرى على الأرض. لقد كشفت مصادر إعلامية عديدة، عشية اندلاع الاحتجاجات الدموية في ليبيا، ان جهات إسرائيلية متمركزة في دول أفريقية محاذية لليبيا، مثل تشاد وغينيا، تقوم بتدريب وإرسال قوات المرتزقة للعقيد الليبي. وبالأمس، فجرت صحيفة إسرائيلية قنبلة إعلامية من العيار الثقيل متضاربة تماما مع النبأ السابق، مفادها أن الثوّار في ليبيا بعثوا مؤخرا رسائل سرية إلى إسرائيل بواسطة يهود من أصول ليبية يعيشون في أوروبا وإسرائيل طلبوا فيها مساعدات إنسانية وطبية وحتى عسكرية. وأضافت الصحيفة، الرائدة في الكيان الصهيوني، إن الثوّار قالوا في رسائلهم إنهم بحاجة إلى أدوية وخصوصا مضادات حيوية وشددوا على أنه في حال استجابة إسرائيل لطلبهم أن لا يتم وضع ختم رسمي إسرائيلي وأن لا تكون الأغلفة حكومية. وأوضحت الجريدة أيضا أن الطلب لم يشمل إمداد الثوّار بالسلاح لكن مسؤولين إسرائيليين قدروا أنه من الجائز أن يصل لإسرائيل طلب بإمدادهم به. وطلب الثوّار في رسائلهم إجراء حوار هادئ مع إسرائيل وأنه في حال نجحوا في إسقاط معمر القذافي فإنه يعتزمون الدفع باتجاه إقامة علاقات بين الدولتين، على لسان الصحيفة الإسرائيلية المرموقة. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تلقت الرسائل بمفاجأة كبيرة، وأن خبراء في الوزراء يدققون في مطالب الثوّار. يذكر أن إسرائيل تعتبر اليوم دولة عظمى في مجال إنتاج الأدوية حيث تصل صادراتها من هذه المنتجات إلى أكثر من 120 دولة في العالم بقيمة سنوية تتجاوز 3.6 مليار دولار مما يشكل 10% من مجمل الصادرات الصناعية لإسرائيل. ومن هنا لا يستبعد انه تم طلب مساعدات طبية من الكيان الصهيوني بصورة مباشرة أو غير مباشرة. على أية حال، نحن بدورنا في موقع "نقودي.كوم" ننصح زوارنا بالتعامل بحيطة وحذر شديدين مع الأنباء والشائعات الواردة من ليبيا وذلك لشدة تضارب هذه الأنباء.