أريد أن أرى غزة وان أزورها . ليس بسبب كسر الحصار . وليس بسبب أعمال الإغاثة الإنسانية . وليس بسبب الدعم السياسى للمقاومة . وليس تعاطفا مع شعبها المحاصر . وإنما لأنني أحب فلسطين وأريد أن أراها . ان الناس في الأحوال الطبيعية لا يسافرون إلى بلاد الله ليدعموا أهلها . فللسفر ألف سبب وسبب . بل قد يكون بلا سبب . فهو حق طبيعي وحرية شخصية . * * * لقد حُرمنا من فلسطين لسنوات طويلة بسبب الاحتلال الصهيوني . والآن الفرصة سانحة لزيارتها ورؤيتها بدون احتكاك بقوات الاحتلال ، فلن نقابل أو نتعامل أثناء زيارتنا إلا مع مصريين وفلسطينيين . كما اننى أريد ان أزورها بدون أن ألوث جواز سفري بتأشيرة الاحتلال . أريد ان ادخلها بتأشيرة فلسطينية، ويا حبذا لو كان الدخول بالبطاقة بدون جواز ولا تأشيرة . أريد أن اعبر الحدود المصرية الفلسطينية بشكل طبيعي بدون مشاكل ، ولا ضغوط ، ولا قوافل ، ولا هتافات . أريد أن أزورها زيارة عادية وهادئة . أريد أن أرى معالمها . و أتبضع في أسواقها . وأتجول فى شوارعها . وأتريض على شواطئها . وأصلى في مساجدها . واحتسى الشاي على مقاهيها . وأتعرف على أبطالها . أريد أن اصطحب معى عائلتي . فنتواصل مع أهالينا هناك . و ادعوهم الى مصر ، فيأتون فى يسر وسهولة . و استضيف أولادهم فى الاجازات ، ويستضيفون هم اولادى . * * * اننى لا أتكلم هنا عن حق الفلسطينيين فى فك الحصار . وإنما أتكلم عن حقي أنا فى زيارة فلسطين . حقى أن أزورها مرات ومرات . حقي فى الزيارة من حيث المبدأ ، وإن لم أستخدمه أبدا . * * * وأنا أعلم اننى مواطن عادي . لست وزيرا ولا برلمانيا ولا فنانا مشهورا وبالطبع لست الأمين العام للجامعة العربية . كما اننى لست خواجة بعيون زرقاء وشعر أصفر ، لكي يعملوا لى ألف حساب . ولكني مع ذلك أتمسك بحقي البسيط فى دخول فلسطين وزيارة غزة . * * * و من المؤكد ان هناك نصا قانونيا هنا أو هناك يدعم لي هذا الحق . نصا فى الدستور أو حقوق الإنسان أو اتفاقيات جنيف أو المواثيق الكثيرة التى يتحدثون عنها ليل نهار . و ان لم يكن هناك مثل هذا النص ، فيمكننا أن نصنعه بأيدينا . وذلك بان نُصِرُّ جميعا على زيارة فلسطين . فان فعلنا ، سنزورها كثيرا بإذن الله . * * * * * القاهرة فى 17 يونيو 2010