رفضت الجبهة الوطنية للشباب من أجل الصحراء المغربية مواقف المؤتمر الخامس عشر للجمعية المغربية للحقوق الإنسان التي وصفتها في بيان لها أنها مواقف لا تنسجم وقيم المواطنة والوطنية التي تقتضي حسب الجبهة تشبت المغاربة قاطبة بوحدتهم الترابية والسيادة الكاملة على مجموع التراب الوطني. وأعاب بيان الجبهة على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان دخولها في مواقف سياسية لا تنسجم وأهداف المجتمع المدني، ونعت الجمعية بأنها أصبحت قناة لتصريف المواقف السياسية، التي يبقى المجال السياسي هو الحقل الطبيعي لها، مثلا تطرقها إلى ما يسمى ب "الحق في تقرير المصير". وجاء في نص البيان أيضا أن الجبهة قد تفاجأت بمقررات المؤتمر التاسع للجمعية، بعدما عهد فيها تنظيم حقوقي مناضل قد حقق مكاسب جد مهمة منذ تأسيسه، ... خصوصا في مراقبة مسار الديمقراطية، واحترام القانون. وأوضح بيان الجبهة الوطنية للشباب من أجل الصحراء المغربية، أن مضامين مبادرة الحكم الذاتي لا تتناقض والحق في تقرير المصير، ذلك أن المادة 4 من المشروع تقضي بحق ساكنة الصحراء في الداخل والخارج في تقرير مصيرهم، وعليه فإن الحكم الذاتي سيتيح تدبير شؤونهم بأيديهم، لكونه شكل من أشكال ممارسة الديموقراطية في الصحراء، بحيث سيمكن سكان الأقاليم الجنوبية بالصلاحيات الواسعة والموارد اللازمة لتدبير شؤونهم بأنفسهم في ظل السيادة والوحدة الوطنية. وأكد البيان بأن مشروعية الحكم الذاتي والسيادة المغربية تبرز من خلال التحاق أفواج من العائدين إلى أرض الوطن، أزيد 300 عائد في ظرف 3 أشهر، خصوصا الشباب منهم واللذين ولدوا وترعرعوا بالمخيمات واللذين عبروا عن المعاناة الحقيقية التي عاشوها في مخيمات الذل والعار. وأضاف البيان أن الجبهة ترفض بالمطلق مثل هذه الممارسات والتي ليست سوى مزايدات سياسية تساهم في التشويش على سمعة المغرب، وتخدم أجندة المتربصين بالوحدة الترابية المغربية. وثمن البيان انسحاب غالبية التنظيمات الوطنية من المؤتمر، خاصة بعدما تسبب تشبث التيار الراديكالي بموقفه الانفصالي، واعتبر البيان أن مثيل هذه المواقف المخالفة للإجماع الوطني ستهدد الجمعية بالانشقاق، حين يسعى البعض إلى جعلها بوقا سياسيا لأعداء الوطن. وأضاف البيان أن الجبهة الوطنية للشباب من أجل الصحراء المغربية تعتبر تبني الجمعية المغربية للحقوق الإنسان مواقف سياسية سيؤثر سلبا على مصداقيتها على الصعيد الوطني والدولي وأمام المنظمات الدولية. وأشار البيان أن الجبهة الوطنية تستنكر الظروف الصعبة التي يعيش في ظلها عشرات الآلاف من الأشخاص الذين أكرهوا على الرحيل من ديارهم وأجبروا على تقمص وضعية ''لاجئين'' في المخيمات، إضافة إلى أفراد القوات المسلحة الملكية الذين ما زالوا محتجزين فوق الأراضي الجزائرية. ودعا البيان الشباب المغربي الذي ينشط داخل أحزاب سياسية أو منظمات جمعوية أو حقوقية أن يقف وقفة رجل واحد، وان يتعبأ للعب دوره الأساسي من خلال الدبلوماسية الموازية من أجل تنوير إخوانهم المغرر بهم في الداخل أو الخارج.