توصلت "الجديدة 24" برسالة من طرف استاذ التعليم العالي بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالجديدة، موجهة الى رئيس جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، تتحدث عن مجموعة من المواضيع التي تهم تسيير شؤون الجامعة، وفيما يلي الرسالة كاملة كما توصلنا بها عبر بريدنا الالكتروني. السيد الرئيس المحترم،
أوجه لكم هذه الأسئلة بصفتكم المعنوية والاعتبارية أي لكونكم تقلدتم لمدة أربعة سنوات مهمة التسيير بجامعة شعيب الدكالي. فأنتم في مهمتكم هذه عابرون ومارون وذلك لكون الرئاسة مدتها أربعة سنوات وقد تتجدد لأربعة أخرى. أما نحن فمصيرنا وقدرنا مرتبط بجامعة شعيب الدكالي وبمدينة الجديدة مستقرون و قاعدون. فبقدر ما منحكم القانون 01.00 الخاص بتنظيم التعليم العالي صلاحيات واسعة كرؤساء للجامعات، بقدر ما تزداد مسؤلياتكم وتصبحون مطالبين بالجواب على جميع الأمور والجوانب التي تتعلق بسير الجامعة ومختلف المؤسسات التي تنتمي إليها. وكما تعلمون فإن الحق في الحصول على المعلومة التي تتعلق بالمرافق العمومية و بالمجال العام وتسييره وأوجه تدبيره، أضحى حقا يكفله الدستور سواء بالنسبة للصحافة أو بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني و حتى لسائر المواطنين لا سيما من خلال الفصل 27 منه. لذا فاعذرنا إن أفسدنا عليكم بإصرارنا هذا صمتكم وسكونكم ووجهنا لكم بعض الأسئلة لا يشفع لنا في ذلك سوى غيرتنا على هذه الجامعة التي ننتمي إليها واعتبارنا كل مايقع بها شأنا عاما يهم الجميع. لذا فوسع صدركم لتقبل أسئلتنا لأننا بالتأكيد لم نجد أجوبة شافية على أسئلتنا واضطررنا للتوجه إليكم خصوصا وأنتم على نهاية ولايتكم مقبلون.
ما مصير"نادي الأساتذة" أو "النادي الجامعي" الذي خططنا له سواء عن طريق النقابة الوطنية للتعليم العالي أو جمعية الأعمال الاجتماعية (متعا) منذ أزيد من عقد من الزمن ووافقتم عليه مبدئيا منذ مجيئكم لهذه الجامعة سنة 2011. ماذا الذي تحقق منه وما مصير البقعة الأرضية الموجودة بجماعة الحوزية والتي اعتزمنا إنشاء هذا النادي فوقها؟ فأنتم تنتمون في الأصل لجامعة القاضي عياض بمراكش صاحبة التجربة والخبرة مع النوادي التي أنشئت في سنوات التسعينات. لذا كنا نتمنى أن تجلبوا معكم خير ما يوجد بهذه الجامعة وهي بالمناسبة ( أي جامعة القاضي عياض) تحتل أيضا مراتب مشرفة في ميدان البحث العلمي وغيره. لكن ربما ما ردده البعض منذ البداية تتضح صحته ووجاهته مع نهاية ولايتكم فأنتم ،للأسف، لم تجلبوا معكم بالتأكيد أجود ما يوجد هناك في ميدان التسيير والتدبير وإدارة الطاقم الإداري والموارد البشرية.
كما نتساءل عن مصير البطاقة المهنية الجديدة والموعودة. فكما تعلمون وعدتمونا بها منذ حوالي أربعة سنوات ولم نتوصل بها لحد الآن. ألا يحق لنا أن تكون لنا بطاقة مهنية ندلي بها كأساتذة باحثين عندما نذهب إلى الندوات الوطنية والدولية. أو على الأقل وثيقة خاصة بنا كأساتذة باحثين ينتمون لهذه الجامعة.كما أن اتساع المجال الجغرافي للجامعة يحتم على الأستاذ أن يكون مصحوبا بتعريف جامعي خاص إذا تنقل من مؤسسة إلى أخرى. ألا تعتقدون أن أربعة سنوات كافية لإنجاز بطاقة مهنية؟ وما مصير الصور الفوتوغرافية التي أودعناها وهي كما تعلمون تمت بمواصفات معنية داخل قرص مدمج؟ ونخبركم صادقين لم يسبق لأية إدارة بالمغرب أو بالخارج أن تسلمت منا وثائق وسكتت عن ذلك دون إخبارنا بمآلها وهل سنتسلم فعلا بالمقابل ما ننتظره؟ ناهيك عن المدة التي استغرقها إنجاز هذه البطاقة المفترضة إن هي أنجزت فعلا.
لماذا لم نتمكن من الولوج للمجلات الرقمية (online) بالرغم من أنكم وزعتم علينا القن الشخصي (code personnel )؟ هل ما زلتم تؤدون واجبات الانخراط والاشتراك في هذه المجلات ومع ذلك نحن المعنيون بالأمر لا نستفيد منها ؟ لماذا استحال الولوج إليها ألا تظنون أنه أمر مخيب للآمال بالنسبة للأساتذة الباحثين؟
ما وقع للحافلة "الجديدة" التي اقتنتها الجامعة بحوالي 170 مليون سنتيم للرحلات العلمية والتنقلات ذات الطابع البيداغوجي حتى أضحى الجميع يتكلم عن أعطابها المتكررة؟ بالرجوع إلى كل ما كتب عنها ألا تخشون على سلامة الطلبة والأساتذة وتعرضهم للخطر؟ ألا يتطلب الأمر فتح تحقيق من طرف جهة محايدة لمعرفة أسباب تعرض هذه الحافلة الجديدة للأعطاب المتكررة؟ على أي حال سيذكر التاريخ أن هذه الحافلة تم اقتناءها خلال ولايتكم وكل ذلك موثق ومحفوظ.
كيف تفسرون أن مجرد الحصول على تراخيص الساعات الإضافية قد يستغرق في بعض الأحيان أزيد من ثلاثة أشهر ليحصل عليها الأستاذ علما أن مقر رئاسة الجامعة لا يبعد إلا بضع خطوات عن مؤسستي العلوم والآداب؟ والأدهى من ذلك أن مستحقات الأساتذة سواء المنتمين للجامعة أو المؤقتين و"المتعاقدين" ومختلف المتدخلين الخارجيين، يصل تأخرها في بعض الأحيان إلى حولين ونيف. ألا نشجع بذلك على هجرة الأساتذة والفعاليات نحو مؤسسات خارجية عوض استفادة الجامعة من خبراتهم وطاقاتهم؟ وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال عندما ستنتشر مؤسسات التعليم العالي الخاص بالإقليم، أتظنون هناك من سيقبل على التدريس بالجامعة في ما يتعلق بالساعات الإضافية؟
كم كلفت ميزانية جامعتنا تغطية وتسقيف موقف السيارات لمقر الجامعة ؟ هذا مع العلم أن الأشغال لتغطية وتسقيف هذا الموقف استغرقت بدون انقطاع حوالي شهرين ولم تنته بعد؟ فهل كان ضروريا تسقيف هذا الموقف خصوصا مع نهاية ولايتكم؟ وهل يعتبر ذلك خير مشروع وتدشين تختتمون به ولايتكم؟ ألا تعتقدون أن هناك أولويات أخرى بداغوجية وعلمية ومعرفية... بدل تسقيف هذا الموقف الذي سيأوي في نهاية المطاف بالإضافة لسيارتكم سيارات بضع موظفين بالجامعة؟ وفي نفس السياق هل كان ضروريا أن تنهوا ولايتكم بتثبيت كاميرات مراقبة بمختلف المؤسسات الجامعية وبمقر الجامعة؟ وهل نحن في حاجة إلى كاميرات المراقبة حاليا بينما أمور كثيرة برمجت قبل ولم تتحقق كما أسلفنا الذكر مثل البطاقة المهنية والربط بالمجلات الإلكترونية...ولماذا هذا التهافت لتحقيق أشياء ثانوية خلال نهاية الولاية بينما أشياء جوهرية بالنسبة للأساتذة تم إهمالها وطواها النسيان؟ ألم يكن من الأجدر تدارك الأمور المهمة بالنسبة للأساتذة على الأقل وترك الأمور الثانوية إلى ولاية أخرى أو رئيس آخر؟ وقد كنا دائما ضد إجراء الصفقات في نهاية الولايات إلا إذا تعلق الأمر بأشياء حيوية وذات طابع استعجالي وهذا موضوع آخر ستكون لنا عودة إليه.
كيف تطلبون من أحد الأساتذة أن ينشر بلاغا إخباريا أو شيئا من هذا القبيل بشأن قضية إلحاق أستاذ دام لأزيد من 24 سنة؟ هذا دور الإدارة كما تعلمون أم ياترى هذه طريقتكم للتنصل من المسؤولية والهروب إلى الأمام؟ ومتى أضحى الأساتذة يفقهون أحسن من الإدارة في تنوير الرأي العام بالملفات التي من المفترض أن توجد بحوزتها؟ اللهم إذا كان الهدف من ذلك شئ آخر يعلمه الجميع ونربأ بأنفسنا عن ذكره في هذا المقال لأننا نتعالى عن مثل هذه الأشياء الرخيصة.
هذه المرة نعفيكم من السؤال عن مآل وحصيلة مشروعكم لتطوير وتنمية الجامعة والذي سبق لنا أن كتبنا عنه غير ما مرة ورجاؤنا أن تجيبونا عن هذه الأسئلة البسيطة وأن تبلغوا هذه الأجوبة لممثلينا وللرأي العام الجامعي والمحلي الذي يتابع عن كثب وبكثير من الاهتمام ما يجري بجامعتنا التي هي جامعة الإقليم وبالتالي شأن عام لكل المغاربة. ونحن نتقدم لكم بالشكر مسبقا على سعة صدركم وتقبلوا، السيد الرئيس، تحياتنا واحترامنا.
وفي الأخير ليعذرني أعزائي الطلبة والطالبات وإخواني الموظفون والموظفات بجامعة شعيب الدكالي لأننا كنا أنانيين إلى حد ما وتطرقنا بالأخص لمشاكل الأساتذة بينما مشاكلكم /مشاكلنا كثيرة وتتوالد بسرعة ولا يسع المجال للتعرض لها في هذا المقام.
· ملحوظة: هذه الأسئلة تعني كذلك الرئيس القادم الذي سيعين خلال الشهور القليلة القادمة وهويته مازالت مجهولة بالنسبة لنا وذلك حتى يتسنى له أن يستأنس بمعرفة بعض مشاكل الجامعيين بجامعة شعيب الدكالي.