بعد تناول بعض الجامعيين للعديد من الاختلالات التي تعاني منها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة من خلال مقالات في عدة منابر إعلامية إلكترونية، كان من المفروض التعامل مع الأمر بالمسؤولية والجدية اللازمتين من قبل السيد عميد الكلية الذي، عوض الانكباب الجدي لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة، وتنوير الرأي العام الجامعي حول المعطيات الواردة بهذه المقالات، فضل التعامل باللامبالاة المطلقة والرهان على الوقت حتى ينسى الجميع ما تم التنبيه إليه. فالموظف الشبح مازال يستفيد من السكن الوظيفي بكل امتيازاته دون مزاولة عمله، كما أن موظفا آخر »يشتغل« بمصلحة المكتبة تربطه بإدارة الكلية معاملات تجارية عبر تزويده المؤسسة بمستلزمات العمل المكتبي والكتب، في خرق آخر لقانون الوظيفة العمومية الذي يمنع كليا الموظفين من مزاولة أي عمل حر وعدم التعامل تجاريا مع المؤسسات التي يشتغلون بها. أما مركز الدكتوراه الذي من المفروض أن يلعب دورا طلائعيا في البحث العلمي بالمؤسسة وتم تشييده بأموال طائلة وتجهيزه بأحدث المعدات المعلوماتية والمكتبية، فهو عبارة عن بناية مهجورة وكأنه موجود بمنطقة نائية، وهو ما يعتبر هدرا للمال العام. هذا بالإضافة إلى استمرار معاناة الطلبة في الحصول على شهادة كشف النقط في تعبير فاضح عن الخلل العميق الذي تعرفه مصلحة الامتحانات، والتي يشرف عليها نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية، المحتكر لعدة مهام إدارية والمتطاول على عدة اختصاصات، ما نتج عنه جمود في التسيير الإداري وغياب التنسيق بين المصالح الإدارية المفروض ممارسته من قبل الكاتب العام للكلية، الذي لا يملك تصورا واضحا لتدبير الموارد البشرية. وعلى صعيد آخر، فإن البطء الشديد في صرف ميزانية المؤسسة، وغياب رؤية واضحة في التدبير المالي لدى السيد العميد، أدى إلى عدم إصلاح العديد من المرافق الإدارية واستمرار الخصاص المهول في حاجيات مختلف المصالح الإدارية من عتاد معلومياتي ومكتبي، ونحن على أبواب نهاية السنة المالية. إن الدستور المغربي يربط المسؤولية بالمحاسبة ، والسيد عميد الكلية يسير مؤسسة عمومية وليس ضيعة خاصة، وبالتالي عليه التفاعل بإيجابية مع كل هذه المعطيات عبر معالجتها بتفعيل القانون والانضباط لمفاهيم الحكامة الجيدة والشفافية، حتى لا يأتي اليوم الذينسمعفيه أن عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة قد تم إعفاءه ..
مجموعة من الجامعيين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.