دقت ساعة الصفر وانطلقت فعاليات ليلة الوفاء تأبينا للذكرى العاشرة لوفاة الفنانة اشعبية طلال .ليلة التقى فيها الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل .ليلة تغنى فيها الحسين طلال بالتاريخ الفني الحافل لأمه الراحلة . ليلة دامت اكتر من الوقت المعهود فامتزج فيها الصباح والمساء .استهلكت فيها الكتير من النظرات والغزير من الكلمات وتبادلت فيها الابتسامات . ليلة نظمتها كما عودتنا جمعية الزهور للفن والثرات والمنتدى الجهوي للثقافي الذي يترأسهما التنائي المتمرس في الأنشطة الثقافية ازهور المعناني ونبيل فهمي على وزن حسين فهمي . كانت الانطلاقة من المكتبة الوسائطية ادريس التاشفيني بندوة علمية حول مسار الراحلة من تأطير ثلة من النقاد البارزين على رأسهم الناقد احمد جريد والناقد بنيونس اعميروش والناشط عبد الله الشيخ والأستاذ احمد الفاسي صاحب برنامج رواق فيما غاب صاحب العيطة حسن نجمي لظروف خاصة . استمرت ليلة الوفاء بمعرض متميز بحضور الكاتب العام للعمالة والسيد باشا المدينة وثلة من الفنانين المرموقين تضمن لوحات ومنشورات خاصة وصور للراحلة تكرس تاريخ من النضال الفني فاق الحدود وتربع على عرش التتويج حتى أصبح ظاهرة من الصعب تكرارها. لقد استطاعت هده الفنانة بطفو ليتها وفطريتها أن تخلق نمطا فنيا يستوعب تجربة فريدة تحاصر العين بلجام الثبات وتشعر الناظر بثقل رمزيتها والإحساس بجمالية اللون .فأثبتت بتجربتها جدارة الاستحقاق وجعلت من المغرب وجهة فنية للنقاد الغربيين مما أدى بهذا الزخم من الدراسات النقدية والأبحاث التاريخية التي لا مجال فيها للمجاملة والمحاباة يمنحها درجة الدكتورة الثقافية في الفنون الجميلة من طرف الجامعة الدولية للإعلام بأمريكا وعضوية البرلمان الأوروبي الدولي للأمن والسلام مع حصولها على جواز دبلوماسي . لكن في المقابل تضل اشعبية مطرب الحي الذي لا يطرب حيت تعرضت إلى عدة انتقادات من طرف نقاد محليين إلى حدود الازدراء بأعمالها واعتبار أعمالها أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب فترد عليهم اشعبية ببساطتها المعهودة على أن هؤلاء ألسنتهم أطول من قدرتهم على العمل لان أفكارهم ضيقة ورفضت قراءة الفن التشكيلي معتبرة أن هذه القراءة تجعل من الفنان أسير دراسته وإذا خرج عن قوانينها شعر بالخلل وعدم التوازن .لان التشكيل في نظرها كالطائر الحر يجب أن ينطلق في كل الاتجاهات . إن ما يميز هده الليلة أنها نظمت في مسقط رأس الفنانة الراحلة وفي رواق يحمل اسمها لتكون بذلك قد نالت مقصدها الذي كانت ترغب فيه الراحلة هو العودة إلى الامتزاج بالهواء والغبار وأنوار الجماهير والشوارع والأسواق التي تمتاز به منطقة دكالة لتبقى هده الذاكرة راسخة في دهون أجيال المستقبل ويبقى اسم الشعيبة موشوما إلى الأبد في القاموس الفني .