تعرضت امرأة بالجديدة للنصب عن طريقة "السماوي" الاسبوع الماضي، من قبل شخصين التقاها بالقرب من مصحة الضمان الاجتماعي بالجديدة، قبل ينتقلا معها الى شارع الحسن الثاني وسلب منها 5 ملايين سنتيم دون أن تدري أو تشعر بخطورة ما أقدمت عليه. وحسب مصادر "الجديدة 24" فان أحد المحتالين ولما كان بمنطقة قريبة من مصحة الضمان الاجتماعي بالجديدة، نادى على الضحية، ليؤكد لها أنها تملك مبالغ مالية هامة، ستكون وبالا عليها، ويمكن أن تجلب لها مصائب، مشيرين إلى أن الأموال المذكورة بها "التابعة".
وبعد ذلك ظل المتهمان يرددان آيات قرآنية وأذكارا، لم تجد معها، السيدة، بدا من مرافقتهما إلى احدى الوكالات البنكية بشارع الحسن الثاني بالجديدة، بعد انصاعت تلقائيا لشعوذتهما. لتقوم الضحية، دون أن تشعر بما تقدم عليه، بتسليمهما المبلغ المذكور، بعد إقناعها بأنهما سيزيلان أثار "التابعة" من الأموال، حيث طلبا منها أن تمشي متثاقلة في طريق مستقيم، وتعد 7 خطوات دون أن تلتفت، ولا تتوقف حتى يربت أحدهما على كتفها. نفذت الضحية تعليمات النصابين، قبل أن تجد نفسها بعد برهة متوقفة حيث استفاقت من غيبوبتها على حد تعبيرها، لتلتفت وتفاجأ بغيابهما، وتتأكد من أنها وقعت ضحية نصب واحتيال، اضطرت معه إلى تقديم شكاية في الموضوع لرجال الأمن.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المصالح الأمنية مازالت تواصل بحثها عن طريق جمع كل المعلومات التي تفيد الى اعتقال المتهمين، هذا ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يكونا المحتالان قد قدما من خارج مدينة الجديدة، وغادرها مباشرة بعد عملية النصب.
جدير بالذكر أن نساء عديدات ذهبن ضحايا طريقة نصب وسرقة بإسم " السماوي"، مجرمون ونصابون وجناة يدعون امتلاكهم قدرات معينة، ويوهمون ضحاياهم بقدرتهم على إزالة " التابعة والنحس" الذي يرافقهن، مستعملين كلاما معسولا وطريقة تعبير مدروسة، تنم عن خطط خبيثة لسلب وسرقة ممتلكات الضحايا.
وعن الإجراءات المتخذة من لدن المصالح الأمنية، أشار مصدر أمني رفيع إلى أن حالات النصب على طريقة "السماوي" خطيرة رغم أن عدد الحالات قليلة جدا، وتكمن خطورة هذا النوع من العمليات في الخسائر المادية و المبالغ المالية الضخمة وفي كون هؤلاء النصابين محترفين ويشتركون في إيهام الضحية بمسائل غيبية غير ملموسة من قبيل السحر الجن والشياطين و التمثيل على الضحايا الذين لا يدركون أنهم أمام عصابة منظمة .و بواسطة التنويم المغناطيسي واستخدام القدرات السحرية يتم الإيقاع بالضحايا اللذين ينتمون غالبا إلى فئة النساء وكبار السن .
هذا وقد أكد نفس المصدر الامني على صعوبة القبض على النصابين بحكم عدم استقرارهم في منطقة واحدة و أنهم دائموا التنقل من منطقة إلى أخرى.
و في سؤال عن الإجراءات التي تتخدها المصالح الأمنية في هذا الصدد فانه غالبا ما يتم الإعتماد على الأوصاف التي يدلي بها الضحايا ،حيث يقوم تقنيون مختصون بتركيب صور المجرمين ثم تعرض على الضحايا لمعرفة مدى تطابقها مع الأوصاف المذكورة ، كما أنه يتم التنسيق بين المصالح الأمنية على الصعيد الوطني للقبض على النصابين .
أما في ما يخص الأحكام الصادرة في حق جريمة النصب عن طريق الاحتيال، ينص الفصل 540 من القانون الجنائي على أنه “يعد مرتكبا لجريمة النصب ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من خمسمائة آلاف درهم من استعمل الاحتيال ليوقع شخصا في الغلط بتأكيدات خادعة أو إخفاء وقائع صحيحة أو إستغلال ماكر لخطأ وقع فيه غيره ويدفعه بذالك إلى أعمال تمس مصالحه أو مصالح الغير المالية بقصد الحصول على منفعة مالية له أو لشخص آخر”.