أهاب الملك محمد السادس بالبرلمانيين في افتتاح الدورة التشريعية اليوم ٬ بصفته الحكم الأسمى الساهر على المصالح العليا للبلاد٬ أن يتحلوا بما يلزم من الحزم والشجاعة ٬ في انتهاج هذه الممارسة المنشودة٬ في تجاوب مع انتظارات الأمة ومتطلبات الدستور الجديد. وفي هذا الصدد٬ دعا الملك محمد السادس البرلمان إلى الانكباب على بلورة مدونة أخلاقية ذات بعد قانوني٬ تقوم على ترسيخ قيم الوطنية وإيثار الصالح العام٬ والمسؤولية والنزاهة٬ والالتزام بالمشاركة الكاملة والفعلية٬ في جميع أشغال البرلمان٬ واحترام الوضع القانوني للمعارضة البرلمانية ولحقوقها الدستورية .على أن يكون هدفهم الأسمى جعل البرلمان فضاء للحوار البناء٬ ومدرسة للنخب السياسية بامتياز. فضاء أكثر مصداقية وجاذبية٬ من شأنه أن يحقق المصالحة مع كل من أصيب بخيبة الأمل في العمل السياسي وجدواه في تدبير الشأن العام. وفي هذا السياق٬ نود ذكر جلالة الملك بكون أعضاء البرلمان يستمدون ولايتهم من الأمة. وأنهم٬ بغض النظر عن انتمائهم السياسي والترابي٬ مدعوون للارتقاء إلى مستوى الصالح العام وتغليب المصالح العليا للأمة. كما ندعا الملك إلى ترسيخ التعاون الضروري بين مجلسي البرلمان٬ عبر نظام محكم مضبوط٬ وأن يجعلوا من ترشيد علاقات الحوار الدائم والتعاون الوثيق والمتوازن بين الحكومة والبرلمان٬ إطارا راسخا٬ قوامه الاحترام التام لخصوصية كل منهما ومجال اختصاصه . كما ذكر بكون البرلمان أصبح يتوفر على كافة الوسائل من أجل قيام أعضائه بإعطاء دفعة جديدة لعمله الديبلوماسي والتعاون الدولي ٬ من خلال إغناء علاقات الشراكة التي تربطه بالبرلمانات الاخرى ٬ معززا بذلك حضور بلدنا في المحافل الدولية ٬ لخدمة مصالحه العليا ٬ وفي طليعتها قضية وحدتنا الترابية . وحمل العاهل الكريم البرلمانيين شرف تدشين منعطف تاريخي جديد . قائلا "ولنا اليقين بأنكم تستشعرون هذه الأمانة الملقاة على عاتقكم وأنتم تتحملون مسؤولية ولاية تشريعية مؤسسة ورائدة . وبإمكانكم أن تجعلوا منها أكثر الولايات التشريعية إبداعا وعطاء ".