بحلول فصل الصيف تتحول بعض الفيلات والشاليهات بمنتجع سيدي بوزيد إلى أوكار للدعارة تجلب عشاق اللذة المختلسة لإحياء الأوقات والليالي الحمراء في غفلة من أعين رجال الدرك الملكي، وهو ما حذا بالمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة إلى التدخل بنفوذ تراب الدرك الملكي للحد من أنشطة بعض الشبكات التي تنشط في هذا المجال، وكان آخرها تفكيك شبكة للدعارة الراقية التي امتدت خيوطها لتشمل مدنا أخرى كمراكش وفاس...وهي الشبكة التي اتخذت من تطبيقات التعارف والتواصل الفوري منصات للدعاية لأنشطتها عبر ترويج صور إباحية لإثارة غريزة وشهوة الزبناء الذين يقررون الاستفادة من خدمات فتيات الشبكة إما داخل فيلا معدة لهذا الغرض بمنتجع سيدي بوزيد أو بنقل هؤلاء الفتيات صوب الزبون حتى مكان إقامته، ولكل خدمة أجرها الذي لا يقل عن 2000 درهم. وببعض مقاهي الشيشة التي تنشط بشكل كبير هذه الأيام تتوافد فتيات وشبان من مختلف الأعمار، يخترن شرب النرجيلة وسط أماكن شبه مظلمة تضيئها مصابيح خافتة ذات ألوان عادة ما تستعمل في إحياء الليالي الحمراء. ويبدو أن جولات محتشمة لمسؤولي الدرك الملكي والسلطات المحلية بمنتجع سيدي بوزيد من أجل وضع حد لنشاط هذه المقاهي، لم تكن سوى لد الرماد في العيون، إذ لم تعمل على تفعيل القرارات الصادرة عن وزير الداخلية التي تمنع ترويج الشيشة في الاماكن العمومية، وهو ما يطرح عديد تساؤلات حول السهر على تطبيق القوانين الجاري بها العمل في مواجهة هذه الظاهرة. داخل فضاءات مظلمة وشبه مغلقة وتفتقد لشروط التهوية اللازمة ومبادئ التباعد الاجتماعي، يتم التناوب على احتساء النرجيلة، وهو ما ينذر بكارثة انتشار وباء كورونا بين صفوف رواد هذه المقاهي، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة بتوجيهات ملكية سامية إلى مواجهة كل الظواهر السلبية التي تساهم في تفشي الوباء. ومعلوم أن العامل الأسبق معاذ الجامعي كان أشد حرصا على إصدار وتفعيل قرارات بإغلاق مقاهي الشيشة بكل من الجديدةوسيدي بوزيد بل وبمختلف تراب الإقليم، وهو ما خلف حينها نوعا من الارتياح في صفوف السكان والزوار على حد سواء، فهل تتحرك عمالة إقليمالجديدة مرة أخرى لفرض القانون المعمول به تجاه هذه المقاهي، بعيدا عن حملات رجال الدرك الملكي والسلطة المحلية التي تتسم بالمناسباتية. وتجدر الإشارة إلى أن موجة الحرارة التي تعرفها المملكة صيف هذه السنة، تجعل منتجع سيدي بوزيد ملاذا للعديد من الزوار، وهو ما يزيد من ارتفاع نشاطات هذه المقاهي التي لا هم لها سوى تحقيق الأرباح، دونما اهتمام لصحة وسلامة المواطنين في ظل جائحة كورونا التي حيرت العالم بأسره.