انتقلت عناصر الدرك البحري بالجرف الأصفر، التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، منتصف نهار السبت الماضي، إلى ميناء الصيد البحري بالجديدة، حيث أجروا، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، تفتيشا على ظهر سفينة للصيد البحري، رست في الميناء، السبت 8 دجنبر 2018، تزامنا مع العملية التي نفذتها، في اليوم ذاته، فرقة مكافحة الجريمة المنظمة لدى المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على مقربة من الشاطئ المقابل لغابة "بونعايم"، بإقليم الجديدة. وهي العملية التي مكنت من ضبط رزمة من مخدر الكوكايين العالي التركيز، يناهز وزنها الإجمالي حوالي طن وأربع كيلوغرامات، ناهيك عن زورقين مطاطيين، وجهاز تحديد المواقع بالإحداثيات GPS، ومحرك مائي، وسيارتين رباعية الدفع، إحداهما موصولة بمقطورة. وبالمناسبة، فقد بلغ لحد الساعة، عدد الأشخاص الموقوفين، الذين يرتبطون بشبكة إجرامية عبر وطنية، تنشط في مجال الاتجار الدولي لمخدر الكوكايين، بين كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا، (بلغ) 17 شخصا، تم تقديمهم جميعا أمام وكيل الملك بابتدائية الجديدة، ضمنهم المدبر الرئيسي للعملية، وثلاثة كولومبيين وإسبانيان، ومساهمين ومشاركين من ذوي السوابق القضائية في مجال الاتجار في المخدرات، والذين تم استغلال خبراتهم وتجاربهم الواسعة، لإنجاح هذه العملية الإجرامية. وقد أمر قاضي التحقيق الجنحي، بعد إحالتهم عليه، بإيداع بعضهم في السجن المحلي بالجديدة، وبعضهم الآخر في سجن عكاشة بالدارالبيضاء. هذا، وقد تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العام لمراقبة التراب الوطني (الديستي)، من الوصول إلى هذه الشبكة الإجرامية ذات الامتدادات الإقليمية والدولية، بعد رصد ارتباطاتها داخل المغرب وخارجه، مع المافيا الدولية و"الكارتيلات" الإجرامية في دول أمريكا الجنوبية. الشحنات المحجوزة من مخدر الكوكايين، تم تهريبها بحرا من أمريكا اللاتينية، بواسطة سفينة تجارية، قبل أن يتم تفريغها في عرض المياه الإقليمية للمملكة، ونقلها بعد ذلك على متن باخرة للصيد الساحلي، في اتجاه سواحل مدينة الجديدة، كمرحلة أولى، ثم شحنها في اتجاه الشاطئ المقابل لغابة "بونعايم"، بواسطة زوارق مطاطية، ونقلها بعد ذلك برا على متن شاحنة لنقل الخضروات. وكانت الشحنات المحجوزة ستعرف طريقها بحرا، على متن زوارق مطاطية، فائقة السرعة (زودياك)، إلى عرض سواحل الجديدة، ومنها إلى أوربا، على متن طائرات خفيفة من نوع "hydravions". هذا، فقد مكنت الأبحاث والتحريات التي باشرها على قدم وساق الدرك البحري بالجرف الأصفر، التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، بحثا عن السفينة الضالعة في تهريب شحنات الكوكايين ، موازاة مع الأبحاث التي أجراها ال(بسيج) في عرض سواحل الأقاليم الجنوبية، وتحديدا سواحل الداخلة، وكذلك، في عرض سواحل طنجة، شمال المغرب، (مكنت) من تعقب سفينة الصيد البحري، التي انقطعت الاتصالات بها، طيلة 15 يوما، والتي رست، السبت 8 دجنبر الجاري، بميناء الصيد البحري بعاصمة دكالة. السفينة مسجلة بآسفي، وكانت غادرت ميناء مدينة أكادير، السبت 24 نونبر 2018، وتزودت، الثلاثاء 27 من الشهر ذاته، بالوقود، في ميناء بوجدور، الذي غادرته إلى وجهة مجهولة في عرض السواحل المغربية، وانقطع من ثمة كل اتصال بها، ومعرفة موقعها وتموقعها في عرض سواحل المحيط الأطلسي، بعد أن عمد قائد سفينة الصيد البحري (الرايس)، إلى تعطيل جهاز تحديد المواقع بالإحداثيات GPS، وأصبح "غير مشغل" هاتفه النقال، على غرار هواتف ال10 بحارا، الذين كانوا على متن الباخرة. وبعد رحلة في البحر، تجهل المراحل التي قطعتها، والاتصالات التي أجرتها، رست الباخرة في ميناء الصيد البحري بالجديدة، السبت 8 دجنبر 2018، دون أن تفرغ حمولتها من الأسماك، التي من المفترض والمفروض أن تكون صادتها في عرض السواحل، طيلة المدة التي قضتها، والتي دامت 15 يوما. هذا، فقد غادر البحارة و"الرايس" السفينة، بعد تنظيفها بدقة وعناية، وتركوا فقط على متنها "العساس". وتحدثت المصادر أن صاحب السفينة، قد تم إيقافه ضمن الدفعة الأولى من الأشخاص الموقوفين، في إطار الشبكة التي كانت تنشط في الاتجار الدولي للمخدرات، والتي قامت بتفكيكها فرقة مكافحة الجريمة المنظمة، التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (بسيج).. وهو بالمناسبة، صاحب سيارة "نيسان"، سوداء اللون، التي كانت الجريدة نشرتها في إحدى مقلاتها الصحفية علاقة بالموضوع. وقد تمت إحالته، الثلاثاء 11 دجنبر 2018، بعد أن استمع إليه المحققون في محضر قانوني، على وكيل الملك بابتدائية الجديدة. وحسب مصادر الجريدة، فإن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أوقف "الرايس"، الذي كان يشرف على بسفينة الصيد، التي عثر عليها الدرك البحري بالجرف الأصفر، راسية، السبت الماضي، في ميناء الصيد البحري بعاصمة دكالة. وقد حل، صباح اليوم، عناصر من ال(بسيج) بميناء الجديدة، حيث باشروا الإجراءات القانونية والمسطرية، في أفق تسليم السفينة المحجوزة على إدارة الجمارك بالجديدة. إلى ذلك، فإن الأبحاث والتحريات التي أجراها المكتب المركز للأبحاث القضائية، والتي تكاملت مع تلك التي باشرها الدرك البحري بالجديدة، والذين يستحقون جميعا التنويه، أفضت، من خلال العملية "النوعية"، إلى تفكيك الشبكة الإجرامية، التي كانت تنشط في الاتجار الدولي لمخدر الكوكايين، بين المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا. هذه العملية التي مكنت رجال عبد الحق الخيام من تعقب بارونات "كارتيل" الكوكايين، إلى مدينة الجديدة، واعتقال 4 منهم من داخل شقة بحي السلام، ضمنهم زعيم الشبكة. وهذا ما يطرح بإلحاح وقوة السؤال عن الدور الذي من المفترض والمفروض أن تلعبه المصلحة الإقليمية للاستعلامات العامة بأمن الجديدة، في محاربة الجريمة، ومكافحة المخدرات، وفي تحصين أمن الوطن والمواطنين.