استكمالا لبرنامجها التواصلي مع الفاعلين التربويين والشركاء ، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يوم الخميس 27 أبريل 2017 بمقر الأكاديمية السابقة، لقاء تواصليا مع ممثلين عن كل من بلدية الجديدة وجماعة مولاي عبد الله وجماعة أولاد حسين و مديري المؤسسات التعليمية وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بتراب الجماعات المذكورة، وقد افتتح هذا اللقاء الذي أطره السيد المدير الإقليمي بحضور رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة، وهو المحطة السابعة و الأخيرة في سلسلة اللقاءات التواصلية التي أجرتها المديرية مع الجماعات المحلية بالإقليم ،بكلمة حدد فيها السياق العام الذي تنظم فيه هذه اللقاءات والمنهجية التي تؤطره وكذا النتائج المنتظرة منه ، باعتباره فرصة حقيقية لحشد الدعم للمدرسة العمومية وتركيز جهود مختلف المتدخلين على القضايا الجوهرية التي تلامس واقع التمدرس وتعبر بدقة عن الحاجيات الحقيقية للمؤسسات التعليمية من أجل تحقيق الالتقائية بين مخططات التنمية التي تنجزها المديرية والبرامج الداعمة التي يقدمها الشركاء والفاعلون. ولإطلاع الحضور على واقع التمدرس بالجماعات المذكورة قدم السيد المدير الإقليمي عرضا تطرق فيه لمختلف جوانب العرض التربوي ومؤشرات التمدرس وبرامج الدعم الاجتماعي انطلاقا من مدخلين أساسيين: الواقع الحالي والبرامج التوقعية للمديرية لتغطية الخصاص المسجل. وقبل فتح باب المناقشة أكد السيد المدير على أنه بحكم التراكمات وضعف الحماية والصيانة الوقائية للبنية التحتية والممتلكات، فالخصاص يتطلب تظافر الجهود من طرف مختلف المتدخلين والشركاء داعيا إلى أجرأة هذه العملية عن قرب من خلال تشكيل لجن مشتركة مع كل جماعة على حدة للسهر على تنزيل وأجرأة هذه المبادرات الداعمة وتوجيهها لمواطن الخصاص الحقيقية . بعد ذلك أعطيت الكلمة للمشاركين، حيث التقت مجمل المداخلات حول الحاجة الملحة للتدخل في بعض المؤسسات التعليمية الابتدائية على وجه الخصوص ، تتركز أساسا في التأهيل والإصلاحات الصغرى وتعويض التجهيزات وتعزيز الدعم الاجتماعي وخاصة النقل المدرسي الذي أضحى رافعة مهمة للحد من الهدر المدرسي وتحفيز الفتاة القروية على التمدرس، وتوسيع أنشطة الدعم التربوي وفتح آفاق جديدة أمام التلميذ بالوسط القروي للاستفادة من الحياة المدرسية، وإعطائه فرصة أكبر للانفتاح في إطار تكافؤ الفرص، والتنقيب عن مكامن الإبداع والتميز في الوسط المدرسي عبر مختلف الأنشطة الترفيهية والإبداعية التي تنظم بالمؤسسات التعليمية، ومن جهة أخرى حرص السادة المديرون المتدخلون على التنويه بأهمية الدور الذي تلعبه الجماعة المحلية في تنمية التمدرس باعتباره شأنا محليا عاما، قبل أن يكون قطاعيا، مع تركيزهم على ضرورة إبعاده عن مختلف التجاذبات المحلية، وفي هذا السياق دعا السادة المديرون الجماعات المحلية إلى الاقتراب أكثر من هموم المدرسة ومشاكلها مع المحيط وخاصة التعاون من أجل الحفاظ على أمنها وصيانة ممتلكاتها في ظل المد غير المبرر للاعتداء على حرمة المدرسة والعبث بممتلكاتها أمام أعين الساكنة، رغم المجهودات التي تبذلها القطاعات الحكومية المعنية، وفي هذا السياق وجب التنويه ببعض المبادرات التي اتخذتها بعض الجماعات المحلية وجمعيات الآباء وخاصة جماعة مولاي عبد الله وفدرالية آباء وأولياء التلاميذ ،في إطار شراكة ناجحة لتوفير النقل المدرسي لمجموع المتمدرسين القاطنين بالجماعة، حيث تعتبر هذه التجربة رائدة على الصعيد الوطني، تجربة تستحق التشجيع والتعميم، إضافة إلى تجارب أخرى لتأمين حراسة مؤقتة أو دائمة لبعض الوحدات المدرسية، لكن وأمام تناثر هذه الوحدات فإن المجهود المبذول غير كاف في غياب رؤية إقليمية مندمجة. ومن جهة أخرى بصمت جمعيات الآباء وبعض جمعيات المجتمع المدني على حضور بارز في دعم المدرسة والحرص على الدفاع عن حق التلميذ في فضاء تربوي لائق واستعدادها للتعاون في حدود إمكاناتها باعتبارها شريكا أساسيا وطبيعيا للمدرسة. وفي الختام جدد السيد المدير الإقليمي عزم المديرية على توظيف كل الموارد والإمكانيات المتاحة المادية والمالية والعلائقية من أجل حشد الدعم للمدرسة والتنزيل السليم لمضامين الرؤية الاستراتيجية المؤطرة لهذا المبادرات، التي تنهل من حرص جلالة الملك نصره الله على انخراط الجميع من مجتمع مدني ودولة لضمان حق التلميذ في التمدرس في ظروف لائقة ، ومن جهتها عبرت الجماعات المحلية المعنية عن اعتزازها بالعمل والتعاون من أجل النهوض بهذا القطاع وتوفير الموارد الممكنة له، مذكرة في نفس الوقت بحجم الاسثمارات سواء المنجزة أو المبرمجة لحد الآن داعية السادة المديرين إلى مزيد من التنسيق مع المسؤولين الجماعيين لبلورة حلول عملية للمشاكل المطروحة. واختتم اللقاء في جو تجدد فيه مناخ التواصل وفتحت آفاق جديدة لتعاون أعمق بين المسؤولين عن القطاع إقليميا ومحليا ومختلف الشركاء، من اجل أن تحلق المدرسة بالتلميذ كما هو معهود فيها نحو فضاء المعرفة الأرحب.