[email protected] كافة الشرفاء عليهم أن يعلنوا دعمهم المطلق لحركات الاحتجاجات الحاصلة في البلاد , والمتمثلة بالمسيرات والمظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير والإصلاحات السياسية , ومؤخرا برحيل “النظام” .. كما أن قادة الرأي وفي مقدمتهم الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني وحركة حقوق الإنسان ومختلف أطراف المنظومة السياسية في اليمن مطالبون ومدعون إلى التفاعل المسئول مع هذه المطالب المشروعة,وان يكونوا في مقدمة الصفوف المطالبة بالتغيير والعاملة من أجل تحقيقه.. أقول : هناك أهمية وضرورة وطنية للمشاركة بفعالية في الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات الشبابية الحاصلة الآن في العاصمة صنعاء وعدن وتعز .. وغيرها من مدن ومحافظات اليمن الغاضب الداعية إلى تحقيق المطالب الشعبية المعيشية والديمقراطية المشروعة . ما دام نظام الرئيس علي عبدالله صالح لم يستفد من تجربتي تونس ومصر .. فالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن تشهد تدهورا” مأساويا” خطيرا” أكبر مما يعاني منه شعبي مصر و تونس .. ولعل من المهم الإشارة هنا إلى أن الاختلال السياسي الذي تعيشه منظومة الحكم في البلاد أصبح له ثمنا” باهظا” يدفع فواتيره كل اليمنيين يوميا” من أمنهم وحياتهم وآمالهم وتطلعاتهم.. وفي ظل تفرد طرف واحد في الحكم , وإقصاء شركاء المنظومة الديمقراطية والعمل السياسي, تعززت مظاهر الشمولية عبر قضاء غير مستقل ونزيه.. وتعدد مصادر القرار.. وتنامي مراكز القوى والنفوذ.. وتغييب دولة المؤسسات واختلال القانون.. وترسيخ الفوضى.. وتعزيز قنوات الفساد.. وتقوية أدوات الإفساد.. وسحق المواطنة.. تحولت ممارسة أي مهنة, وعلى رأسها مهنة الصحافة والإعلام والعمل السياسي الناضج.. مهمة محفوفة بالمخاطر والشتائم والترهيب والتحريض وتهم العمالة والتخريب واستهداف “الثوابت”,فضلا” عن الاختطافات والتعذيب!! وحتى لا اتهم بالمبالغة والتجني .. فأن خارطة الأرقام والتي دائما” ما تعلن فواجعها هيئات ومؤسسات دولية تصرخ بالصوت المجروح أن واقعنا المعاش هو : - 13 مليونا” أو يزيدون من عدد السكان تحت خط الفقر .. - أكثر من ثلث عدد السكان البالغ 22 مليونا” يعانون البطالة.. - 5 ملايين مواطن مصاب بالوباء الكبدي .. - 65 – 75% من سكان اليمن يتمرغون بوحل الأمية التعليمية .. - مئات الآلاف من المواطنين يعانون الإعاقة .. - مئات الآلاف من المواطنين تزهق أرواحهم سنويا”بحوادث سيرومغامرات ثأرية - نهب مستمر لمقدرات البلد وثرواته. - مواطنة غير متساوية وإقصاء وإلغاء وتخوين للآخر. - 1600 واقعة انتهاك واستهداف لحقوق الصحافيين والكتاب وحرياتهم المهنية خلال أقل من عشرة أعوام بحسب تقارير رصد CTPJF .. - اليمن ضمن أبرز 14 دولة منتهكة لحقوق الإنسان .. ونظامها الحاكم في رأس قائمة الحكام المستهدفين لحرية الصحافة والتعبير.. ختاما .. أقول , مخاطبا” الرئيس علي عبدالله صالح ,مخلصا له في النصح , : هل تدرك يا فخامة الرئيس, ويا أيها القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن.. ويا رئيس الحزب الحاكم.. كم أصبح حال اليمنيين بائساً ومستقبلهم يائساً!! كان من المفيد واللائق بك الإدراك الدائم والمستمر , طوال الفترة الماضية من رئاستك , أن المكابرة لم تعد مجدية وتبسيط الأحداث وتتفيهها لم تعد كذلك هي الأخرى, كما لم يعد مثيراً للإعجاب أو الدهشة “اسطوانة الحكم على رؤوس الثعابين”,أو “أن الحكم مغرم وليس مغنم”!! .. كان عليك دوما يا صاحب الفخامة أن تدرك “أن ترتيب السلام” خير من توفير أجواء الاقتتال ودفع أصحاب المظالم إلى التمرد والحروب وحمل السلاح طلباً للإنصاف ورد الحقوق.. فقد ضاق الناس وبلغ السيل الزبى !.. لكنك لم تفعل والأحداث الأخيرة وأهمها محاولات القمع الحثيثة لمجاميع المحتجين السلميين واستهدافهم بالرصاص الحي وكتائب البلطجية المأجورين , جميعها تؤكد انك لم تستوعب الدرس تماما ولم تأخذ العبرة والعضة مما حدث في تونس و مصر.. ولست أدري متى ستستحضر مسؤوليتك كرئيس لكل اليمن واليمنيين.. فتهيئ الظروف سياسيا وتشريعيا لتداول سلمي للسلطة يمنع إراقة المزيد من الدماء ويجنب البلاد الدمار .. —————————————————— *الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF - رئيس تحرير صحيفة “السلطة الرابعة”