عقد محمد ضريف، رئيس حزب الديمقراطيين الجدد، رفقة خالد متوكل، عضو المكتب السياسي، يوم الجمعة الماضية، بالمقر الجديد للحزب ببني ملال، لقاء تواصليا مع أعضاء المجلس الوطني التابعين لإقليم بني ملال، وأعضاء المكتب المحلي وبعض المنخرطين . وفي كلمة له بالمناسبة قدم السيد الرئيس نظرة مركزة حول الواقع السياسي للعالم العربي و الإسلامي، كما أعطى نظرة عن الواقع السياسي المغربي، قبل أن يتطرق إلى دوافع وأسباب إنشاء حزب الديمقراطيين الجدد . وأكد في هذه الكلمة بأن تأسيس هذا الحزب ،يندرج في إطار المسلسل المستمر للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انخرط فيه المغرب، معتبرا حزب الديمقراطيين الجدد أول حزب تم تأسيسه بعد اعتماد دستور 2011 ، مؤكداً في السياق ذاته أن هذا المشروع الهام يشكل فرصة تاريخية من أجل تجديد النخب السياسية، و الرفع من مستوى العمل الحزبي، و مصالحة المواطن المغربي مع الممارسة السياسية، مشيراً إلى أن الحزب يهدف كذلك إلى المساهمة في بناء مجتمع حداثي متضامن و متماسك بهويته، و متفتح على محيطه . وأبرز الدكتور ضريف بأن البرنامج السياسي لحزب الديمقراطيين الجدد ينبني على أربعة مرتكزات، في مقدمتها التنزيل الديمقراطي للدستور، الذي يعتبر محطة حتمية لانطلاق مسلسل التحول الديمقراطي بالمغرب. وتبعاً لهذا التوجه يؤكد الحزب التزامه بالثوابت الأربعة الأساسية التي ينص عليها الدستور و المتمثلة في الإسلام السمح، والملكية الدستورية ، والوحدة الوطنية المتعددة الروافد و الخيار الديمقراطي، ثم إرساء ديمقراطية مواطنة و تشاركية تضمن احترام الاختلاف و تدبيره، وتتجاوز محدودية ومواطن ضعف الديمقراطية التمثيلية، مضيفا أن الحزب يطمح إلى تكريس قيم تضامنية تحمي الفئات الضعيفة و الهشة، و تحرص على إحداث التوازن بين مختلف الفئات الاجتماعية، ثم تكريس منهجية عمل معتمدة على النجاعة و الفعالية، بعيدة عن التجاذبات الإيديولوجية و الحسابات السياسوية الضيقة، إضافة إلى البرنامج السياسي للحزب، الذي يرتكز أساساً على نظم حكامة جيدة، تؤهل الحزب لأن يكون قوة قادرة على التشخيص و الاقتراح، وعلى التدبير الجيد، الذي ينبني أساساً على الشفافية و ربط المسؤولية بالمحاسبة . و يتوخى الحزب، يضيف الرئيس، من خلال إرساء هذه المبادئ و تفعيلها، إعطاء العمل السياسي منحىً جديداً يتطابق مع متطلعات مختلف فئات المجتمع المغربي، و يساير التحولات و الاكراهات الدولية والإقليمية. كما عرج في كلمته التوجيهية لكل الحاضرين، خلال هذا اليوم التواصلي، على الأهداف الأساسية للحزب، من بينها الدفاع عن ثوابت الدولة المغربية، المتمثلة في الدين الإسلامي و الوحدة الترابية و الوطنية متعددة الروافد، و الملكية الدستورية و الاختيار الديمقراطي، وتدعيم دولة الحق و القانون، والعمل على حماية حقوق و حريات الأفراد و الجماعات، وكذا تأطير المواطنات و المواطنين و تكوينهم سياسياً، وتدعيم انخراطهم في العمل السياسي، ثم إشاعة ثقافة الديمقراطية و الإسهام في تنشيط الحقل السياسي، و كذا تمثيل المواطنات و المواطنين عبر إعداد و تأهيل نخب سياسية قادرة على المشاركة بفعالية في تدبير الشأن العام، إضافة إلى التنزيل الديمقراطي للمضامين الحقوقية للدستور و تفعيل قواعد الشرعية، والسهر على تكريس التعددية اللغوية والثقافية المنصوص عليها في الدستور، وتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية مع العمل على تكريس القيم المغربية الأصيلة و تحصينها من الابتذال أو الاستلاب . ومن بين أهداف حزب الديمقراطيين الجدد كذلك تكريس قيم العدالة الاجتماعية، وتقوية أواصر التكافل وصيغ التضامن بين فئات المجتمع، وترسيخ ثقافة حماية البيئة، و أخذها بعين الاعتبار في كل البرامج التنموية، وحماية الأسرة باعتبارها النواة الأولى للمجتمع وضمان استقرارها و تماسكها، وكذا تدعيم مشاركة المرأة و الشباب في جميع ميادين التنمية، مع العمل على الملائمة المستمرة و الدائمة للبرامج التعليمية و التربوية وفق تطورات المحيط الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي، و الدفاع عن مصالح و حقوق المغاربة المقيمين بالخارج. و من بين الأهداف كذلك توطيد الجهوية المتقدمة كدعامة للديمقراطية و التنمية المحلية، و الانخراط في اوراش التنمية المستدامة مع تأهيل الوسط القروي والمناطق الجبلية والمدن، و تمكينها من الخدمات الأساسية والبنى التحتية، والاستثمارات العمومية للدولة و القطاع الخاص بشكل عادل و متوازن، و تعزيز العلاقات مع القوى السياسية التي لها نفس الأهداف و التوجهات على المستوى الوطني و الإقليمي و الدولي، ومناصرة الشعوب المستضعفة في قضاياها العادلة، مع العمل على تحرير الأراضي المغربية، التي لازالت تحت النفوذ الأجنبي، على أساس مبدأ الحوار و الشرعية الدولية، و الدفاع عن القضايا الوطنية في المنتديات الدولية ،الإقليمية، و العالمية من خلال تفعيل الدبلوماسية الحزبية، وأخيرا ترسيخ مكانة المغرب الإشعاعية على المستوى الدولي، وتكريس إشعاعه الإنساني والحضاري الإفريقي والعربي والإسلامي. وقد فتح المجال لطرح مجموعة من التساؤلات بخصوص نشأة الحزب وكذا ثوابته، التي يجب على حزب الديمقراطيين تكريسها و تحقيقها على ارض الواقع . للإشارة فقد قام السيد الرئيس للحزب صباح يوم الجمعة بزيارة لكلية الآداب و العلوم الإنسانية، حيث تم استقباله من طرف عميدها و بعض أطرها الإداريين و التربويين، تمحورت حول واقع الكلية و أفاقها . و بعد الزوال قام بزيارة لمكتب لحزب الديموقراطيين الجدد بالجماعة القروية لفم العنصر، وهو أول مكتب تم تأسيسه بالجماعات القروية ، حيث استمع إلى أسئلة أعضاء الحزب بهذه الجماعة وإلى مشاكل جماعتهم. وفي مساء نفس اليوم دعا السيد الرئيس أعضاء المكتب و بعض المنخرطين إلى حفل عشاء و مناقشة واقع الحزب و أفاقه على الصعيد الوطني و الجهوي بأحد الفنادق ببني ملال . كما قدم السيد الرئيس لأعضاء المكتب المحلي في أخر زيارته مجموعة من التوجيهات الرئيسية، التي وجب الاعتماد عليها في أفق تهيئ المؤتمر الإقليمي لتنسيقية الحزب بإقليم بني ملال. نقلا عن مجلة تادلة أزيلال