كلف تعليق من ثلاث كلمات طالبا بمعهد للتكوين المهني بالبيضاء، رد فيه على فيديو المفكر والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، أثناء حديثه عن الميراث، ونشره على صفحته الرسمية، سبع سنوات سجنا نافذا، أصدرتها في حقه غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بقصر العدالة بالرباط، منتصف الأسبوع الماضي. وفي تفاصيل النازلة، رد الطالب على المفكر عصيد، مباشرة بعد نشره فيديو رأي على قناته الخاصة، "هذا خاصو الذبح"، ليستنفر التعليق أجهزة أمنية مكلفة بمحاربة الإرهاب، بعد رصد خلية لليقظة المعلوماتية التعليق المستفز، الذي تبين أن له حمولة عقائدية متطرفة، وجرى تكليف فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن أنفا بالبيضاء بالتحري في الموضوع، فأوقفت الطالب، المتحدر بدوره من بلدة أمازيغية لا تبعد عن تارودانت سوى بكيلومترات قليلة. وبعد استنطاق أولي للموقوف، وإجراءات التوقيف والحجز والتفتيش، جرت إحالته على المكتب المركزي للأبحاث القضائية "بسيج" بسلا، من أجل استكمال الأبحاث التمهيدية معه، وأول ما صدم المحققين أن والد المدان يشتغل بحانة بالبيضاء، كما أظهرت الخبرة على هاتفه تعبئته لفيديوهات كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتفاعله مع قناة "الإعلام العسكري" الخاصة بالجناح، والأحداث الدائرة بغزة، كما أفضت الخبرة إلى حجز فيديوهات أخرى لزعماء تنظيم القاعدة، وثلاثة متطرفين آخرين يشتبه أنهم يقطنون بسوريا. وأظهرت الخبرة التقنية تواصل المدان مع شخص عراقي محسوب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ليعترف، حسب محاضر الأبحاث التمهيدية، بأن ميولاته أصبحت متطرفة وبات يفكر في القيام بعملية إرهابية داخل التراب المغربي. لكن الموقوف، أثناء مثوله أمام قضاة الغرفة الجنائية الابتدائية المكلفة بالبت في قضايا الإرهاب، أنكر نيته القيام بأفعال تخريبية داخل المغرب، كما أكد، أثناء منحه الكلمة الأخيرة، بأنه ليس صاحب التعليق ضد المفكر أحمد عصيد، وأنكر جملة وتفصيلا الاتهامات التي وجهها له قاضي التحقيق بالغرفة الأولى المكلفة بالبحث في جرائم الإرهاب. وكيف قاضي التحقيق المتابعة إلى المدان بجرائم تكوين عصابة إجرامية للإعداد والقيام بأفعال تخريبية تهدف إلى المس بالنظام العام والتحريض على الإرهاب والإشادة به، وأمر بإيداعه في الأسبوع الأول من غشت الماضي رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن الأمني الزاكي بسلا. وبعد صدور منطوق الحكم الابتدائي، استأنفه دفاعه، وظلت عائلته تؤكد لمقربين منها أن ابنها لا علاقة له بأي تنظيم إرهابي، وبأنه كان يدرس بإحدى مؤسسات التكوين المهني بالعاصمة الاقتصادية، ويبحث عن تأمين مستقبله.