أعلنت عمالة الحسيمة عن فتح باب الترشحات لرئاسة مجلس بلدية تارجيست في وجه مستشاري الجماعة، لخلافة الرئيس البامي السابق عمر الزراد المُدان قضائياً بثلاث سنوات سجناً نافذاً بعد متابعته من أجل استغلال النفوذ والارتشاء، رفقة نائبه الرابع محمد زمو المنتمي بدوره إلى حزب الأصالة المعاصرة. وجاء في إعلان عمالة إقليمالحسيمة أنه بناء على قرار عامل الحسيمة رقم 198 الصادر في تاريخ 13 غشت من الشهر الجاري، و القاضي بمعاينة انقطاع رئيس مجلس جماعة تارجيست عن مزاولة مهامه، سيتم ايداع الترشيحات لرئاسة الجماعة بمقر باشوية تارجيست، وذلك خلال خمسة أيام ابتداء من يوم 14 غشت الحالي. وسيتم انتخاب رئيس جديد لجماعة تارجيست، مع تجديد المكتب المسير للمجلس، وذلك بعد أن تجاوزت مدة اعتقال الرئيس السابق عمر الزراد 6 أشهر، مما يستدعي إعادة انتخاب رئيس جديد وفق القانون التنظيمي للجماعات الترابية. وبالعودة إلى تشكيلة مجلس بلدية تارجيست فإن حزب الأصالة والمعاصرة لازال يملك الأغلبية رغم فقدانه للعضوين المعتقَلَيْن عمر الزراد ومحمد زمو، حيث يحتفظ حزب بنشماش ب9 مقاعد في المجلس البلدي لتارجيست مقابل 7 مقاعد لحزب الاستقلال و مقعد واحد لحزب التجمع الوطني للأحرار اكتسبه بانضمام عصام الخمليشي إليه بعد إقالته المُثيرة للجدل من حزب الميزان. وبالرغم أن هذه المعطيات تمنح التفوق العددي لحزب الأصالة والمعاصرة، مما يُعبد له الطريق نحو استعادة رئاسة المجلس دون الاضطرار إلى دخول حسابات التحالفات، فإن متتبعون للشأن المحلي بتارجيست أجمعوا في تصريحات ل'دليل الريف' على إستبعاد ظفر البام برئاسة الجماعة الحضرية الوحيدة غرب إقليمالحسيمة، بسبب تغير خريطة التحالفات وخلفياتها بالجماعة، خصوصاً بعد دخول حزب التجمع الوطني للأحرار كطرف قوي في المعادلة السياسية في المنطقة، حيث اكتسب ولاء عدد من المستشارين المنتمين إلى أحزاب أخرى لاسيما البام والاستقلال. ويرى المتتبعون أن التصويت على الرئيس الجديد للمجلس الجماعي، سيكون بعيداً عن منطلق الانتماء الحزبي للمستشارين المصوتين، وقريباً إلى منطلق الولاء والتحالفات المبنية على علاقات ومصالح شخصية، في الوقت الذي بات فيه الانتماء الحزبي مجرد مظلة يستظل تحتها المستشارون بالمجلس، بقوة القانون الذي يمنعهم من تغير الانتماء الحزبي إلى حين انتهاء الولاية الانتخابية تحت طائلة الحرمان من المقعد. ولأن القانون لا يمنع المستشارين من التصويت على عضو منتمي لحزب آخر مرشح لرئاسة المجلس أو لمنصب آخر في المكتب المسير، فإنه يرتقب أن يسلك عدد من المستشارين بجماعة تارجيست هذا الطريق عبر التصويت خلافاً لما يَقتضيه الانتماء الحزبي، مما يجعل من المستشار عصام الخمليشي الأقرب إلى الظفر بمنصب الرئاسة، بسبب شبكة العلاقات التي نسجها مع باقي أعضاء المجلس بعد اعتقال الرئيس السابق عمر الزراد، استعدادا للانقضاض على الرئاسة كمدخل لعودة قوية لحزب أخنوش إلى المشهد السياسي بالمنطقة.