في إطار مواكبة المرضى المصابين بالهيموفيليا، والحد من الإعاقات المزمنة للمرض، نظم فرع الحسيمة للجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا بتنسيق مع المكتب الوطني و البعثة الطبية القادمة من الرباط برئاسة البروفيسور الخرساني محمد أخصائي في أمراض الدم و الهيموفيليا، الملتقى الإقليمي الأول للهيموفيليا تحت شعار "معا لنجعل العلاج متاحا لجميع مرضي الهيموفيليا" عبارة عن أنشطة طبية و تحسيسية انطلقت يوم الاثنين 13 فبراير 2017، على الساعة العاشرة صباحا بإجراء فحوصات طبية، وتنظيم عملية ختان جماعية، وذلك بالمستشفى الإقليمي بالحسيمة، كما احتضن فندق "ميركيل"، على ندوة حول الهيموفيليا لفائدة الأطر الطبية . وعرف يوم الثلاثاء 14 فبراير 2017، تنظيم دورة تكوينية وتحسيسية في موضوع التداوي الذاتي لفائدة المرضى وذويهم، وتم توزيع عدة طبية تحتوي على الأدوات الضرورية للاستعمال في التداوي الذاتي، بمقر الجمعية الكائن بالمركز الثقافي الشريف الإدريسي، كما تم في نفس اليوم حوالي الساعة الثالثة مساء تنظيم ندوة تحسيسية حول مرض الهيموفيليا ومضاعفاته لفائدة جمعيات المجتمع المدني وساكنة الحسيمة، وذلك بقاعة الاجتماعات ببلدية الحسيمة. وفي تصريح لخالد الخطابي نائب رئيس الجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا فرع الحسيمة، أكد "أن الجمعية ومنذ تأسيسها سنة 2012، دأبت على تنظيم أنشطة سنوية مختلفة كختان المرضى وتقديم الاستشارات الطبية اللازمة، وتوفير الأدوية اللازمة للمرضى والتي تعتبر جد مكلفة". وأضاف خالد الخطابي في ذات تصريحه أن " هذه السنة ارتأت الجمعية تنظيم ملتقى إقليمي أول لمرضى الهيموفيليا، والقيام بأنشطة مكثفة، وذلك لتحسين المردودية، وتعميم الاستفادة، وذلك تماشيا مع الأدوار المنوطة بالجمعية المتمثلة في مواكبة المرضى، والتكلف بالدعم الاجتماعي والتنقل والإطعام، بل وحتى التكفل باقتناء الأدوية للمرضى، والقيام بالتحاليل الطبية، وتنظيم أنشطة هادفة للحد من مضاعفات المرض." وقال الخطابي إن عمل الجمعية شاق وعسير، ويتطلب تظافر الجهود من أجل النهوض بهذه الفئة وأضاف أن "الأمر يتطلب بناء مركز مجهز بالحسيمة، لذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان تحسن ولوج هذه الفئات للخدمات العمومية. ودأب فرع الجمعية المغربية للهيموفيليا بالحسيمة منذ تأسيسه إلى العناية بحاملي المرض خاصة ما يتعلق بالجانب الصحي، الوقاية، والعلاج، في مرحلة الطفولة الأولى، وبسبب وعي الجمعية محليا ومركزيا بالتكاليف الكبيرة التي يتطلبها العلاج، وتوفير الدواء اللازم للمصابين الذين كانوا إلى وقت قريب يموتون بدون معرفة الأسباب، وفي ذات الاتجاه ونظرا للصعوبات الصحية والمادية التي يعاني منها الأطفال المبتلين بهذا المرض الفتاك، نظم فرع الجمعية، بتنسيق مع المركز الوطني بالرباط والمنظمة العالمية للهيموفيليا وبحضور طاقم طبي محلي بإجراء عملية ختان طفل يبلغ من العمر سنة و3 أشهر، بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، وقامت الجمعية محليا بتوفير كل المستلزمات الضرورية لإنجاح العملية. وكان الأطفال الحاملون للمرض لا يقوون على الختان الذي يكلفهم حياتهم أمام جهل الأطر الطبية بالمرض وغياب الأدوية الكافية، وهو ما يتم تجاوزه الآن بالحسيمة بتنظيم الجمعية لعمليات ختان، شملت السنة الماضية استفادت 3 أطفال إخوة ينحدرون من مدينة ترجيست أحدهم يبلغ من العمر 19 سنة. الأستاذ الطبيب محمد الخرساني من المستشفى الجامعي لطب الأطفال بالرباط، أطر ورشة دراسية لفائدة الأطباء وتمحورت حول مفهوم وأعراض المرض، وكيفية تعاملهم مع الوافدين، وكذلك سبل العلاج والوقاية. وتوخى الأستاذ المتخصص الخرساني من خلال هذه الورشة تحسيس وتوعية المصابين وعموم المواطنين بأعراض المرض ومفهومه، وكيفية استفادة المرضى من التلقيح داخل منازلهم، وبدون تجشم مشاق السفر، وذلك لترجمة برنامج وزارة الصحة الذي يروم توزيع الدواء على المرضى بالمغرب، موضحا أن زمن استفادة المحظوظين فقط من أصحاب التأمينات قد ولى وأن العلاج سيستهدف كل المرضى دون تمييز. العلاج سيكون كذلك داخل كل جهات المملكة ومستشفياتها باستثناء الحالات الصعبة التي سيتم استقبالها في الرباط وذلك في إطار ما يعرف بتقريب الدواء من المرضى. الأستاذ محمد الخرساني الأخصائي في طب الأطفال والأخصائي في أمراض الدم والسرطان بالمستشفى الجامعي ابن سينا مستشفى الأطفال والمختص في علم الهيموفيليا، أكد على أن النشاط الذي يتم بشراكة مع وزارة الصحة يتوخى تبسيط مفهوم المرض، وتدريب ذوي المرضى على حقن أبنائهم باستعمال بعض التقنيات الطبية التي تسهل الكشف عن العروق، كما قام ذات المحاضر بتوضيح كيفية الإسعاف وحقن المصابين، وكذلك تشجيع المرضى على الانتظام في العلاج مرة في الأسبوع لتفادي النزيف.