في شهر نونبر 2013، نشرت مقالا بعنوان " ايت يطفت : القبيلة المنسية في الريف الأوسط". المقال الذي جاء مباشرة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها سفير الاتحاد الأوروبي المعتمد لدى المغرب "روبير جوي" إلى إقليمالحسيمة بتاريخ 14 نونبر 2013 و لقائه بالسلطات الإقليم حيث كان يحمل معه انذاك غلافا ماليا قدره 19 مليار سنتيم لتمويل مشاريع تنموية مقابل محاربة القنب الهندي (الكيف) بالإقليم. كل وسائل الإعلام انذاك ركزت في تقاريرها و مقالاتها أن الجماعات التي كانت ستستفيد من تلك المشاريع هي "بني بونصار" "كتامة"، ايساكن"، "بني جميل" و "بني بوفراح" في حين تم اقصاء اسم "ايث يطفت" عمدا، من أي استفادة من المشاريع التنمية المدعومة ماليا من طرف الاتحاد الاوروبي، علما انها منطقة معروفة بزراعتها للحشيش منذ 1985. (اقرا المقال في الرابط التالي : ).http://dalil-rif.com/permalink/6775.html. في 16 من اكتوبر الجاري، قدم كل من الياس العمري رئيس جهة طنجة – تطوان - الحسيمة و والي الجهة محمد يعقوبي كلمتيهما امام الملك بتطوان بحضور العديد من المسئولين الكبار في الدولة، عرضا فيها معا ما سموه ب"محاور مخطط التنمية المجالية - في الوسطين القروي و الحضري - بالحسيمة منارة المتوسط". المشروع المقدم من طرف رئيس الجهة الياس العمري و كذا الوالي محمد يعقوبي تحدث عن "كل شيء" ما عدا تأسيس جامعة باقليم الحسيمة كما ذكر كل المناطق بسهولها و بحارها و جبالها و الجماعات الكبرى باستثناء قبيلة ايت طفت/ اسنادة المنسية عبر التاريخ في الوقت التي تعد ثاني اكبر قبيلة بعد قبيلة ايث ورياغر من حيث المساحة. فكلمة اسنادة اختفت كليا عندما تحدثا العماري و يعقوبي عن "تجمع الحسيمة الكبرى" محددين اياها في اربعة مراكز حضرية (الحسيمة، امزورن، و بني بوعياش و اجدير)، و ستة جماعات قروية ( ايث يوسف و علي، و النكور، و لوطا، و امرابطن، و ازمورن، و ايث قمرة). كما لم نسمع اسم "اسناذة" في بناء ما سموه ب "المحاور الطرقية المهيكلة" و لا حتى في " بناء 16 مؤسسة تعليمية جديدة" على حد تعبير والي الجهة و لا حتى في انشاء "تعاونيات" او عمليات "التشجير". فكلمة "اسنادة" سمعت فقط مرتين و بشكل عابر في خطاب والي الجهة محمد يعقوبي. الاولى عندما تكلم عن ترميم بعض المآثر التاريخية و ذكر من ضمنها "قصبة اسناذة و قلاع طريس". و الثانية عندما تكلم عن تهيئة خمسة اودية (وادي النكور، و واد غيس، و واد بني بوفراح، و وادي اسناذة، واد بني جميل مسطاسة، من اجل حماية الساكنة و ممتلكاتهم" حسب لغة الخطاب. في حين ان وادي اسناذة لم يعد له اي اهمية تذكر نضرا للجفاف المستمر الذي يضرب المنطقة و كذا انهياره الكلي و طمس معالمه نظرا لكثرة انجراف التربة الذي تراكم منذ اكثر من 60 سنة خلت. المخطط المعروض امام الملك لم يبشر ابناء منطقة ايث يطفت الكادحين لا بإصلاح الطرقات و لا القناطر و لا بناء المدارس و لا حتى ترميمها، و لا ثانويات و لا مستشفيات و لا معامل و لا مصانع و لا اصلاح زراعي او فلاحي في مواجهة زحف الكيف و التدمير الغابوي الكلي في الوقت التي تعد جماعة اسناذة من افقر جماعات الاقليم من حيث الموارد المالية. ان هذا التهميش المستمر و المتعمد لقبيلة ايث يطفت منذ انتفاضة 1958 / 1959 لم يعد مفهوما على الإطلاق، لذلك نامل ان تتحرك السلطات المنتخبة باستعمال نفوذها (ان كان لها نفوذا) للدفاع عن حق المنطقة في التنمية و فك العزلة و التهميش عنها و الاستفادة من مشاريع التنمية المخصصة للإقليمالحسيمة، كما اناشد ابناء المنطقة و مثقفيها و المجتمع المدني للضغط بالطرق المشروعة على السلطات بدل دفع الجميع نحو اليأس و الاحباط او الموت البطيء لينتصر الصمت و التهميش و الاقصاء.