شّكلت إشكال "عزوف الشباب عن العمل الجمعوي والتطوعي، ما هي الأسباب وما هي الحلول ؟" محور نقاش خلال ندوة إحتضنتها قاعة المركب الثقافي والرياضي بمدينة الحسيمة عشية اليوم الأحد 13 أبريل الجاري. الندوة التي أشرفت على تنظيمها الجمعية الفتية "بصمة شباب التنمية" التي عزّزت الحقل الجمعوي بمدينة الحسيمة، استهلت بكلمة لرئيسة الجمعية، رحّبت من خلالها بالمؤطرين والحضور وأعطت لمحة سريعة عن الموضوع، قبل أن يَتَناول الكلمة، محمد المتوكل رئيس جمعية الأمل للإغاثة والتنمية بالحسيمة، الذي تحدّث عن أهمية العمل التطوعي، في مداخلته التي تخللها عرض شريط يؤرخ لأنشطة ومبادرات جمعية الأمل. الأستاذ الجامعي بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس، عبد الحي ازرقان، أدلى من جانبه برأيه في الموضوع، وافتتح مداخلته بسؤال "هل حقاً هناك عزوف للشباب عن العمل الجمعوي والتطوعي؟"، في ظل ما قال عنها "الدينامية الكبيرة للشباب في حقل العمل الجمعوي"، وفي هذا الصدد أكد على أن الشباب ربما يحملون تصوّر آخر في إطار هذا المجال، ولا يجب تحميلهم المسؤولية، مُستحضراً التجربة الفرنسية خلال فترة الثمانينات، والتعامل الدوني الذي كانت النخبة الفرنسية آنذلك تُبديه حيال الشباب، عبر تبخيسهم وإعتبارهم فئة لا تهتم إلا باللّهو وما شابهه، قبل أن تفاجئهم الشبيبة بحراك عرام بقيادة الطلاب، ليؤكد الشباب مكانتهم في مختلف المجالات بفرنسا، ومن هذا المُنطلق شدّد أزرقان على ضرورة خلق فرص للشباب من أجل التعبير على طموحاتهم ومنظورهم الخاص للعمل الجمعوي وغيره. المداخلة الثالثة في الندوة، جاءت على لسان رشيد أزداد رئيس فدرالية الأمل ببلجيكا، والذي تطرق بإقتضاب لأوجه التشابه بين العمل الإجتماعي ببعض الدول الأوربية كبلجيكا مثلاً، والعمل الإجتماعي بمدينة الحسيمة، وعن مشكل العزوف قال ذات المُتحدث، أن بعض الصعوبات التي تعترض مسيرة الشباب في العمل الجمعوي تُرهقهم، وتجبرهم على إختيار العزوف كحل، خاصة عندما ينخرط الشخص في هذا العمل بدون قناعة، وتحدث في هذا الشأن، عن الإلتزام والإنضباط كمبدأ أساسي، ولبنة لضمان إستمرارية أي تنظيم يعمل في هذا الحقل. وبعد المداخلات الثلاثة، أفسخ المجال أمام الحضور، للتدخل في موضوع الندوة، وإبداء آراءهم لإغناء النقاش.