وقعت الموسيقى المغربية، بثرائها وأصالتها، حضورا متميزا في المهرجان الدولي للموسيقى الذي احتضنته العاصمة الدنماركية كوبنهاغن من 3 الى 7 شتنبر. ففي هذا الموعد السنوي الهام الذي يطبع الأجندة الثقافية والفنية للمدينة، أطربت مجموعة أودادن، واحدة من أيقونات الموسيقى الأمازيغية منذ 25 عاما، ومجموعة "الحضارات" النسائية الصوفية، على عدة منصات، جمهورا حاشدا تكون من مغاربة مقيمين بشمال أوروبا ودنماركيين وسياح من جنسيات مختلفة، تفاعلوا مع إيقاعات وأهازيج من عمق التربة المغربية. وكتبت صحيفة "كوبنهاغن بوست" أن مشاركة أودادن تشكل إحدى اللحظات القوية لهذه الدورة التي تعرف حضور فنانين وموسيقيين من شتى الأصقاع. وكتب صاحب المقال أن المجموعة التي تعد سفيرة الموسيقى الأمازيغية تحيي حفلات أمام حشود تناهز 100 ألف شخص، مذكرا بأنها تستلهم رصيدها من الموسيقى التقليدية الأصيلة على غرار مجموعات معروفة مثل ازنزارن وارشاش وإنرزاف. وفي الليلة المغربية بتاستروب، في الضاحية الغربية للعاصمة، قدمت الفرقتان باقة من أنجح إبداعاتهما. وقد أقيمت الأمسية بمساهمة أعضاء الجالية المغربية التي تقيم بالمنطقة. وشدت المجموعة النسائية، الوافدة من الصويرة، جمهورها بالأجواء الطقوسية للحضرة، التي تظللها استهلالات دينية مشبعة بالنفحات الصوفية. ويعد المهرجان العالمي للموسيقى ملتقى لمختلف الأشكال الموسيقية عبر العالم، بحيث يعكس تطلع العاصمة الدنماركية الى تجسيد صورة مدينة متفتحة محتفية بالتنوع الثقافي. ويقدر عدد أفراد الجالية المغربية بالدنمارك ب 10 آلاف شخص، يتمركزون أساسا في كوبنهاغن وأرهوس، ثاني أكبر مدينة في البلد الاسكندنافي الذي يبلغ تعداده السكاني 5ر5 ملايين نسمة.