أقر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مدفوعة الأجر على غرار عطل السنتين الميلادية والهجرية وباقي المناسبات الأخرى، وهي سابقة أولى من نوعها في شمال إفريقيا التي يشكل الأمازيغ جزءا من سكانها. واعتبر بوتفليقة خلال إشرافه مساء الأربعاء على اجتماع مجلس الوزراء، أن هذا الإجراء الجديد سيكون " لصالح الهوية الوطنية بمقوماتها الثلاث الإسلامية والعربية والأمازيغية، وهو كفيل بتعزيز الوحدة و الاستقرار الوطنيين في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي". وفي نفس السياق، أمر بوتفليقة الحكومة بتحضير قانون يتعلق "بإنشاء أكاديمية جزائرية للغة الأمازيغية وترقيتها وتطويرها"، والبدء بتعميم اللغة الأمازيغية في كافة البرامج التعليمية. ولاقت هذه القرارات الجديدة لصالح الأمازيغية ترحابا كبيرا من قبل النشطاء الأمازيغيين، واعتبر الناشط فتحي يوخداش، أنها "أخبار مفرحة ستدعم لغتهم وتعزز هويتهم"، مضيفا أن هذه المكاسب الجديدة تحققت بعد "نضالات كبيرة وإقصاء ممنهج أرتكب في حق الأمازيغ في الجزائر وفي دول شمال إفريقيا عامة". في المقابل، استنكر الناشط نورالدين الشوش هذه القرارات الرئاسية الجديدة لصالح الثقافة واللغة الأمازيغية، التي يقول إنها "لن تضيف شيئا للشعب الجزائري"، معبّرا عن رفضه تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في كل المدارس الجزائرية وعدم السماح للأجيال القادمة بتعلمّ هذه اللغة التي وصفها ب "الميتة والمندثرة". ويطلق على رأس السنة الأمازيغية بالجزائر لفظ "ينَّاير"، ويصادف يوم 12 من كل عام ويسمّى "إيض يناير"، وهو احتفال يتضمن إحياء التقاليد الخاصة بالأمازيغ ومناسبة لهم لاستحضار تاريخهم وثقافتهم وتراثهم، وقرار بوتفليقة جاء استجابة لمطالب الأمازيغ بضرورة ترقية لغتهم، بعد احتجاجاتهم الأخيرة بولايات منطقة القبائل ومحاولة لامتصاص غضبهم وإعادة الهدوء إلى المنطقة.