توصل علماء بريطانيون مختصون في علم الأورام إلى طريقة يمكن من خلالها علاج مرض سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يعد أكثر أشكال السرطان فتكا بالسيدات. وبحسب تقرير لخبراء بوحدة علاج السرطان في معهد أبحاث السرطان ببريطانيا ، فإن “الدواء الجديد يعمل بشكل جيد مع العلاج الكيميائي في خلايا سرطان الثدي الثلاثية السلبية، ويقضي على الأورام بالكامل. ومن الأهمية بمكان أن يكون المزيج فعالا في مرضى السرطان الذين أصبحوا بالفعل مقاومين للعلاج الكيميائي”. ويجري الفريق حاليا أول تجربة سريرية على السيدات المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، لاكتشاف فاعلية العقار الجديد. وفي تجارب أجريت على الحيوانات، وجد الباحثون أن الدواء الجديد يمكن أن ينشط الاستجابة المناعية للعلاج الكيميائي لخلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي التي أصبحت مقاومة للأدوية، في كل من الخلايا التي تزرع في المختبر وفي الفئران. وحاليا، يتلقى الأشخاص المصابون بسرطان الثدي الثلاثي السلبي علاجات كيميائية مثل عقار باكليتاكسيل، لكن هذا العقار إذا أخذ بمفرده يؤثر أيض ا على توزيع الكروموسومات أثناء انقسام الخلايا، ويمنع الخلية من الانقسام، ما يؤدي إلى موت الخلية، وفي المقابل، فإن بعض الخلايا السرطانية التي تنجو من هذا الدواء، تصبح مقاومة للعقار وتسبب انتشار المزيد من الأورام. ووفقا لهذه الدراسة فإن العقار الجديد تغلب على هذا المشكل، بحيث يعمل الدواء على إجبار الخلايا السرطانية على الانقسام بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى أخطاء قاتلة في إخراج الحمض النووي لهذه الخلايا، ومن ثم استهدافها بالعقار الكيميائي وعدم مقاومتها للأدوية. ويعد سرطان الثدي وفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أكثر أنواع الأورام شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويا حول العالم.