لا يخفى على سيادتكم أن طنجة تعيش منذ أسابيع على صفيح ساخن أملته مجموعة من النازلات التي حملت الكرب الى سكان المدينة في هذا الشهر الفضيل. أعلم كما يعلم كل مؤمن بجدوى العمل السياسي و إصلاح أحوال المواطنين من داخل المؤسسات أن فقدان هذا العدد المهول من الأرواح لا يمكنه إلا أن يحدث الجزع في نفوس من تعهدوا بخدمة الصالح العام و الارتقاء بالسياسة المحلية. أتوجه إليكم لأنكم الممثل الذي ارتضته الإرادة الشعبية في انتخابات يرجع الفضل في نظافتها إلى نضال المغاربة و تضحياتهم و لأنكم أيضا المسئول الوحيد الذي سيتم تقييم عمله و محاسبته في الإستحقاقات المقبلة. تابعت في الساعات الأخيرة بعض تصريحاتكم التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية حول أسباب تكرار مشاهد العبث و الألم في شوارع مدينتنا و بغض النظر عن مضمونها الذي يبدو للبعض أنه ذو إضافة وجب الإشارة أيضا الى غياب النفس النقدي المتكامل في خطابكم، فالإقرار بضيق الصلاحيات لم يعد كافيا لحجب الشمس بالغربال لأن السائل عن أسباب ارتفاع حوادث السير يعلم أو يكاد أن الطيش وحده لا يفسر حجم المأساة. كنت أتمنى أن أسمع من عمدة مدينتي انتقادا دون مواربة لتراجع عدد أفراد العاملين في قسم السير و الجولان. كنت آمل أن أراكم كل مساء تقفون عند اختلالات تصاميم شوارع فرضت علينا في إطار مشروع لم نرى من كبره سوى كبر مآسيه. كنت أود سماع غضبكم أمام من يهمه الأمر و أنتم محملون بملفات الأسر المكلومة. كم رجوت من بلدية مدينتي أن تعد برنامجا توعويا يفهم أرباب شركات النقل أنهم يتعاملون مع مواطنين بسطاء يكدون في مصانع الضواحي بأمل العودة إلى بيوتهم سالمين. أعلم أنه من المجحف تحميلكم وزر كل ما يقع في شوارع المدينة لكنني أتوجه إليكم لأنكم تمثلونني و تمثلون آمال و طموحات سكان طنجة و لأن هول المشهد أصبح لا يطاق. لذلك سيدي المحترم نريدكم غاضبا ثائرا أمام هذا العبث، فالصيف يطرق الأبواب و نخشى أن يكون ما تابعناه سوى النزر اليسير. تقبلوا فائق احترامي و تقديري