(أيوب الحسوني-جريدة المساء) يعيش مستشفى الدوق دي طوفار بمدينة طنجة حالة استنفار قصوى على إثر استقباله لأعداد كبيرة من المصابين بفيروس "كوفيد-19" أو بأحد سلالاته المتحورة خلال الأسبوعين الأخيرين. واستمعت "المساء" إلى شهادات صادمة وخطيرة لأقارب ضحايا "كوفيد" وافتهم المنية في أقسام الفحص في انتظار شغور أسرة بقسم الإنعاش بعدما بلغت حالتهم الصحية درجة من الخطورة تطلبت نقلهم لجناح العناية المركزة، حيث اتهموا الأطر الطبية بتجاهل عدد من الحالات الحرجة وتركها تلاقي مصيرها المحتوم على أبواب قسم الإنعاش دون أن يهبوا لنجدتها. وأمام هذا الوضع الخطير دقت مصادر طبية في تصريحاتها ل"المساء" ناقوس الخطر بعد تسجيلها اكتظاظا مقلقا بجناح العناية المركزة بالمستشفى، حيث امتلأ عن آخره ولم يعد قادرا على استيعاب حالات جديدة، مؤكدة بأسف شديد خبر وفاة بعض المرضى الذين كانوا في حالة حرجة في قاعات الانتظار، في مشاهد صادمة تنذر بخطورة الوضع الوبائي في مدينة طنجة وبكون القادم سيكون أسوءاً، إلا إذا بادر المسؤولون الجهويون والإقليميون لوزارة الصحة بالتدخل العاجل للرفع من مستوى العرض الصحي بالمدينة عبر تمكين مستشفيات أخرى من استقبال مرضى الكوفيد خاصة الحالات الحرجة من ذوي الأمراض المزمنة غير الملقحين. وكشفت ذات المصادر ل"المساء" أن فئة الشباب تمثل نسبة كبيرة من المرضى بجناح الإنعاش وأن الغالبية الساحقة من الحالات الحرجة (98%) هم مواطنون غير ملقحين بينهم شيوخ وشباب. من جهة أخرى، استغرب إطار طبي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح ل"المساء"، من تماطل المصالح الصحية في الإقليم في توفير أسرّة إضافية تخصص للحالات الحرجة من مرضى كورونا، مثلما فعلت خلال الموجة الأولى من انتشار الوباء، حين أقامت مستشفى عسكريا بمصحة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كان له الشأن العظيم حينها في تلبية الطلب الهائل على خدمة الإنعاش من طرف المصابين بالفيروس التاجي. كما تساءل ذات المصدر عن أسباب تأخر السلطات في تدشين المستشفى الجامعي الكبير بطنجة، لما كان سيكون لهذه المؤسسة الكبرى من دور حاسم في الرفع من العرض الصحي وفي تجويد الخدمات الصحية بالإقليم. وكان محمد امهيدية، والي جهة طنجةتطوانالحسيمة قد وعد في لقاءات سابقة بفتح المستشفى الجامعي بطنجة أمام المرضى في شهر دجنبر الماضي، لكن لا أحد يعلم دوافع تأجيل هذه الخطوة البالغة الأهمية لمدة سبعة أشهر وحرمان ساكنة المدينة والجهة من حقها الدستوري في التطبيب والعلاج. وأكدت مصادر مطلعة أن المركز الاستشفائي الجامعي يعتبر عمليا مستعدا للافتتاح واستقبال المرضى، حيث اكتملت كل أشغال البناء به ويتوفر على كافة التجهيزات الضرورية، كما تم تعيين أطقمه الطبية والتمريضية والإدارية اللازمة، مما يزيد من حجم استغراب الساكنة من التأخر في افتتاحه، خاصة في ظل الظرفية الوبائية المتأزمة. وأوضحت مصادر "المساء" أن التكفل بمرضى كوفيد بمدينة طنجة خلال الفترة الحالية، توزع على ثلاث مستشفيات حيث يتكلف مستشفى دوق دي طوفار بمصلحة الإنعاش والاستشفاء، إلى جانب مستشفى محمد السادس الذي يتولى مصلحة عزل المصابين بالعدوى، فيما عُهِد إلى القاعة المغطاة بالزياتن تشخيص الحالات ووصف الأدوية والعلاج، وأخيرا المعهد العالي للسياحة الذي تم تخصيصه لإجراء التحاليل المخبرية، وهو ما حتم على المرضى التنقل بين عدة مؤسسات لتتبع حالتهم الصحية مع ما يحمله ذلك من مخاطر في انتشار العدوى.