أنشطة مكثفة ولقاءات عديدة تلك التي يباشرها خلال الأيام الأخيرة "سعيد بنزينة" نائب رئيس جماعة تطوان، والتي فوضه إياها الرئيس "محمد إدعمار" الذي يمر حاليا بفترة علاج بعد إصابته بفيروس كورونا. ليس الغريب في تولي "بنزينة" شؤون الجماعة خلال الفترة الحالية، ولكن حسب متتبعين للشأن الجماعي، أن يباشر النائب السادس للرئيس مهام "إدعمار" خلال فترة مرضه يطرح الكثير من التساؤلا وعلامات الاستفهام حول جدوى التحالفات أو ما يسمى ب"الأغلبية" التي تضم إلى جانب العدالة والتنمية كل من الأصالة والمعاصرة والاستقلال. إقصاء النائب الأول لرئيس جماعة تطوان "نور الدين الهاروشي" من تولي مهام النيابة يبدو عاديا، خصوصا وأن العلاقة بين الأخير و"إدعمار" وصلت مرحلة القطيعة التامة، بل دخلت ردهات المحاكم مرارا وتكرار إثر الطعن الذي قدمه "الهاروشي" في فوز "إدعمار" بالمقعد البرلماني واتهامه باستغلال آليات الجماعة في الحملة الانتخابية. وهي القضية التي عاد القضاء مجددا لفتح ملفها. من جانب آخر، لم يعر "إدعمار" لتحالفاته التي طالما تغنى بها ولجأ إليها كلما وجد نفسه في مأزق بخصوص تدبيره للشان الجماعي أية قيمة أو اعتبار، ما دام الشخص الذي ينوب عنه من حزبه وفريقه وهو السادس في ترتيب نوابه، ومفضلا عنه نائبه الثاني "محمد أشرف أبرون" من الفريق الاستقلالي ونائبه الخامس من فريق الأصالة والمعاصرة "عبد اللطيف أفيلال". - Advertisement - النائبة الرابعة لرئيس جماعة تطوان "أمينة بن عبد الوهاب" ورغم كونها من حزبه وفريقه، إلا أن نصيبها في الجلوس على مكتب الرئاسة ومباشرة نيابتها عن "إدعمار" لا تحدث سوى يوما واحدا في السنة خلال اليوم العالمي للمرأة كواجهة احتفالية لا أقل ولا أكثر. ويرى ذات المتتبعون، أن الأنشطة التي أشرف عليها " سعيد بنزينة" مجرد اجتماعات روتينية لا يمكن اتخاذه خلالها أي قرار في ظل غياب الرئيس، ما يطرح أكثر من علامات استفهام عن أسباب إقصاء "إدعمار" لنوابه من تحالف الأغلبية للقيام بهذه المهام تفعيلا وتنزيلا لهذا التحالف الذي يبدو أنه مجرد حبر على ورق ويسير لنهايته مع قرب نهاية الولاية الجماعية السنة القادمة. ويبدو أن التحالف عند "محمد إدعمار" مجرد تكملة للأغلبية العددية من أجل الحصول على كرسي رئاسة جماعة تطوان، بينما الواقع أن الأخير لا يتوانى عن إبعاد أقرب نوابه إليه والدخول معهم في صراعات شخصية، بل لم يصن العهد والقسم الذي كان قد قطعه مع حزب الأصالة والمعاصرة لقطع الطريق أمام اختراقه من طرف خصمه التجمع الوطني للأحرار قصد تشكيل أغلبية لتسيير جماعة تطوان وهو ما سمي وقتها ب"تحالف الوفاء". إبعاد "إدعمار" لنوابه من تحالف الأغلبية عن القيام بمهام روتينية مؤقتة إلى حين عودته من بروتوكول علاجه من فيروس كورونا يضعه مستقبلا أمام صعوبات تشكيل أغلبية حتى في حال تصدره للانتخابات القادمة، ذلك أن الأحزاب السياسية التي تتابع طريقة تدبيره لتحالفاته داخل المكتب المسير قد تتوجس من عقد أي صفقة مستقبلية مع حزب العدالة والتنمية ووكيل لائحته القادمة وهو الذي لا يصون "الوفاء" ولا يعترف بالتحالفات إلا فيما يصب في مصلحته الشخصية لرئاسة الجماعة لا أقل ولا أكثر.