أفاد المتابعون للعلاقات المغربية الاسبانية أن الأرقام التي نشرها المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الإسبانية حول نسبة المغاربة الذين يحصلون على الفيزا سنويا ومنهم الطلبة لسنة 2018 وهي ما يفوق 220 ألف، مشكوك فيها بشكل ملفت خاصة بعدما ادعت منح ستة آلاف فيزا للطلبة سنويا. وكانت وسائل الاعلام الإسبانية والمغربية قد نقلت تلك المعطيات عن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الإسبانية بدون التأكد من حقيقة الأرقام، حيث لفتت تلك الأرقام انتباه عدد من المهتمين بالعلاقات الثنائية بسبب المبالغة لاسيما في وقت ينتقد فيه الكثير من المغاربة تصرفات القنصليات الإسبانية في المغرب. وكان القسم الإعلامي لوزارة الخارجية الإسباني قد أعلن عن إعطاء القنصليات الإسبانية في المغرب ألف تأشيرة في اليوم، وهذا يعني خمسة آلاف تأشيرة في الأسبوع بحكم عدم العمل يومي السبت والأحد، ومن خلال عملية حسابية، هذا يعني أن القنصليات الست في المغرب المتواجدة في كل من تطوان وطنجة والرباط والناضور والدار البيضاء وأكادير تمنح قرابة 167 تأشيرة في اليوم، والمجموع سيكون 220 ألف سنويا. ووفق هذا المنطق، إذا اعتبرنا أن القنصليات ترفض نصف طلبات التأشيرات، فهذا يعني أن كل قنصلية تستقبل يوميا 350 طلبا، وهذا الأمر يعتبر مستحيلا، إذ يكفي مراقبة عمل القنصليات ليتبين أن أقصى ما تستقبله هو 50 طلبا في اليوم، على الأقل في حالة تطوان والناضور، وقد يكون العدد مضاعفا في حالة الرباط والدار البيضاء. فهل من المنطق أن تمنح اسبانيا عدد التأشيرات أكثر من الطلبات التي تستقبلها، علما أنه يوجد غضب كبير وسط المغاربة بسبب التماطل في منح التأشيرات وحتى وإن توفر الطلب على كل الشروط المطلوبة. وضد معطيات الواقع، يؤكد المكتب الإعلامي الإسباني منح ستة آلاف تأشيرة للطلبة المغاربة للدراسة في اسبانيا خلال سنة 2018، حيث يعتير هذا الرقم حسب متابعين فاك نيوز للأسباب التالية: -خلال شهر يناير الماضي، نظمت السفارة الإسبانية نشاطا حول التعاون الدراسي، وأكدت وجود خمسة آلاف طالب مغربي يدرسون في الجامعات الإسبانية. وقتها شككت ألف بوست في هذا الرقم بسبب المبالغة فيه. والآن، تؤكد وزارة الخارجية منحها ستة آلاف فيزا سنة 2018 فقط. هذا يعني أن قرابة ألف مغربي حصلوا على الفيزا للدراسة ولم يتوجهوا الى اسبانيا. -وإذا كانت سنة 2018 سجلت ستة آلاف فيزا للطلبة، هذا يعني أن السنوات التي قبلها قد سجلت أرقام تقارب ثلاثة آلاف طالب سنويا، وبالتالي كان يجب أن نكون أمام رقم يناهز على الأقل 30 ألف طالب مغربي في اسبانيا الآن في الجامعات الإسبانية وليس خمسة آلاف (ومشكوك فيها) كما تدعي وزارة الخارجية الإسبانية. وعلاوة على هذا، إذا كان ستة آلاف طالب حصلوا على التأشيرة للدراسة في اسبانيا، يترجم عمليا بأن لغة سيرفانتيس هي الأولى في البلاد ومتفوقة على الفرنسية. لكن الواقع يبرز هروب المغاربة من تعلم الإسبانية، ويكفي الاطلاع على مضمون لندوة التي نظمها معهد سيرفانتيس الشهر الماضي في الرباط للإطلاع على تراجع هذه اللغة. بينما الرقم الحقيقي لتأشيرات الطلبة لا يتعدى بضع مئات، وقد لا يتعدى 300 سنويا بالكاد. في المقابل، الواقع يؤكد وجود تشدد كبير من طرف القنصليات الإسبانية في منح التأشيرات للمغاربة وخاصة في تطوان والناضور. كما يؤكد أن اسبانيا لا تحترم تعهداتها الدولية وهي منح التأشيرة لكل ملف يستجيب لكل الشروط. في غضون ذلك، أمام الانتقادات التي توجه للدبلوماسية الإسبانية، لا يمكن لمدريد تحسين صورتها أمام المغاربة عبر تقديم معطيات تدخل في فاك نيوز Fake News، أي أخبار المغلوطة. وعموما، قد يكون العدد صحيحا نسبيا إذا كانت مدريد قد احتسبت نسبة المغاربة الحاصلين على التأشيرة وكذلك الذين يصلون عبر قوارب الهجرة، أو أن مسؤول المكتب الإعلامي في مدريد اطلع على معطيات فرنسا ونسبها الى اسبانيا.