لفظ شاطيء مدينة الفنيدق منذ صباح أمس الاربعاء رزما من مخدر الحشيش يعتقد أن مهربين قاموا بإلقائها في البحر بعد تعرضهم لمطاردة إحدى دوريات خفر السواحل. وحسب شهود عيان فقد تهافت العديد من الشبان الذين كانوا متواجدين في الشاطيء من أجل الظفر بجزء من تلك الرزم، وذلك قبل أن تنتقل مصالح الامن إلى المنطقة حيث قامت بحجز ما وجدته من تلك الرزم من الحشيش الذي لفظه البحر. ويعرف الساحل الشمالي الممتد من الفنيدق إلى حدود واد لاو إضافة إلى منطقة واد المرسى القريبة من القصر الصغير، عمليات شبه يومية لتهريب الحشيش والكوكايين نحو جنوباسبانيا، وكانت تقارير قد أشارت إلى أسماء العديد من أباطرة التهريب الذين ينشطون في هذا المجال حيث تحولت بعض النقط بالساحل الشمالي إلى مرافىء شبه رسمية لرسو الزوارق المطاطية النفاثة القادمة من الجنوب الاسباني، حيث أصبحت منطقة سيدي عبد السلام الساحلية وكذا شاطىء النيكرو ومنطقة واد المرسى نقطا معروفة لدى الرأي العام بكثرة نشاط مهربي المخدرات بها. ويتداول الرأي العام مؤخرا اسماء عدد من المهربين العروفين في مقدمتهم "ع.م" اللذي يتصدر قائمة عرابي التهريب من سواحل المنطقة خاصة من شاطىء سيدي عبد السلام، معتمدين على خبرة قائدي زوارق مطاطية الملقبان ب"التوأم" واللذان ينحدران من مدينة سبتةالمحتلة ويقيمان بشكل متقطع في إحدى الاقامات بشاطىء الأمين. ويوجه العديد من المهتمين انتقادات كبيرة للحكومة المغربية التي يتهمونها بعدم القيام بمجهودات جدية في هذا الشأن أمام سقف مطالب الاتحاد الأوروبي الذي يشكو من استمرار تدفق الحشيش المغربي إلى أراضيه، في المقابل يشتكي المجتمع المدني المغربي من استمرار إدخال المخدرات القوية إلى التراب المغربي بعد عمليات التبادل التي تتم غالبا في الشواطئ الشمالية للمملكة. وكان تقرير صادم لقناة "كنال بلوس" الفرنسية قد عرض سابقا وأظهر كيف ينشط مهربوا المخدرات بين ضفتي المتوسط بتواطؤ حراس السواحل المغاربة والاسبان، الذين اتهموا بتلقي أموال للسماح لمروجي المخدرات بالتنقل بحرية بين البلدين، دون علم قادتهم.
وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة تطوان، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد تمكنت بداية هذا الشهر في عمليات متزامنة بكل من تطوان ومارتيل من توقيف مجموعة من الأشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة دولية تم تفكيكها مؤخرا بإسبانيا، تنشط في مجال الاتجار في المخدرات وتبييض الأموال.