كوطا من أبرز المعالم الأثرية التي تنعم بها مدينة البوغاز، حيث لا يمكن ان نتحدث عن طنجة الأثرية دون أن نتوقف عند أبرز وأهم هذه المأثر التي شيدت حسب المؤرخ الفرنسي الذي عاش بمدينة البوغاز –مشيل بونسيك-، في عهد الرومان. موقع الكوطا الأثري لم يبقى منها سوى الأطلال، وهي أخرى لم يتبقى منها سوى أطلال الأطلال إذ يتم طمس معالمها وإخفائها وراء الأسوار عمدا، وتُعرف لدى المؤرخين وعلماء الاثار باسم مدينة "كوطا". و تقع مدينة "كوطا" على بعد 10 كلومترات جنوب مدينة طنجة، في منطقة محاذية لمغارة هرقل ومنطقة أشقار. وتعود أقدم المستويات بالموقع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، كما تدل على ذلك الآثار التي كشفت عنها حفريات العلماء. كوطا عبارة عن مجمع صناعي خاص بتمليح السمك، وهو يتكون من عدة أحواض يصل عمقها إلى مترين. وقد عرف هذا النشاط في عهد الملك يوبا الثاني وابنه بتوليمي، تطورا كبيرا أدى إلى ظهور صناعات أخرى كاستخراج مادة الملح. وحين يقل السمك تتحول أحواض التمليح إلى أحواض لاستخراج مادة التلوين الأرجوانية التي جسدت شهرة يوبا الثاني. يتكون الموقع حاليا من مجموعة من البنايات ومن أهمها وأشهرها مصنع لتمليح السمك ومرافق أخرى من أبرزها الحمامات ومباني ذات أروقة ومعبد أنشئ موقع كوطا خلال القرن الأول قبل الميلاد عرف أهميته بكونه يضم معملا لتملحة السمك ومن المرجح أن يكون سمك التونة الذي يزخر به مضيق جبل طارق خلال هجرته، كما عرف نشاطا تصنيعيا آخر يتمثل في صناعة مادة garum وهي عبارة عن صلصة مشتقة من السمك المبخر أو المذخن بفتح الخاء ، وهي صلصة مستعملة كثيرا في الموائد الرومانية. وبما أن الملح مستعمل في الصناعتين فإن تجارته كانت رائجة خلال مقام الرومان بالمنطقة. لكن اليوم و حسب بعض المسؤولين فإن موقع الكوطا التاريخي يتعرض لعملية سطو مقننة و منذ سنوات من خلال تسييجها من طرف أحد السلاطنة الخليجيين. هذا وتزخر مدينة طنجة بالعديد من المعالم الأثرية المماثلة التي تعود إلى العهد الفنيقي و الروماني، ودخلت طي النسيان و الإهمال مما يجعل المدينة تذهب باستمرار نحو فقدان عبقها التاريخي الغني.