تستعد مجلة تيتانيك الألمانية الشهرية الساخرة لتخصيص عددها لشهر أكتوبر القادم لنشر رسوم ساخرة من الإسلام، مقتدية في ذلك بنظيرتها المحلية الأسبوعية الفرنسية شارلي إيبدو التي أثارت انتقادات واسعة بعد نشرها الأربعاء رسوما مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
ونشرت النسخة الألمانية من صحيفة فايننشال تايمز صورة الغلاف القادم لتيتانيك، وعليها فارس مسلم ملتحٍ على رأسه عمامة وبيده سيف، وهو يحتضن بيتينا فولف قرينة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف التي رفعت الأسبوع الماضي قضية ضد محرك البحث غوغل ومذيع تلفزيوني شهير اتهمتهما بإثارة شائعات كاذبة حول عملها بمهنة غير لائقة قبل اقترانها بزوجها.
واعتبرت تيتانيك أن عددها القادم الذي سيصدر في 28 من الشهر الجاري يعبر عن تضامنها مع شارلي إيبدو التي أثارت رسومها انتقادات فرنسية وإسلامية ودولية واسعة.
ودافع رئيس تحرير تيتانيك ليو فيشر عن رسوم المجلة الفرنسية معتبرا أنها تمثل "ردا حقيقيا على الاحتجاجات غير المتصورة" في العالم الإسلامي ضد الفيلم المسيء. ونقلت فايننشال تايمز دويتشلاند عن فيشر قوله إن "السخرية مشروعة وبلا حدود، ولا أفهم اتهامنا بأن عددنا القادم سيزيد حدّة الاحتجاجات الحالية".
ورغم دفاع رئيس تحرير تيتانيك عن رسوم المجلة الفرنسية إلا أنه قرر عدم نشرها بمجلته لأنه وجدها غير مثيرة، على حد قوله. وكانت المجلة الألمانية الساخرة قد أعادت قبل أعوام نشر الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي شهر غشت الماضي تراجعت تيتانيك فيما يشبه الاعتذار عن نشرها بعدد يوليو الماضي رسوما سخرت من بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر برسوم تحمل عبارات ذات مدلولات جنسية مسيئة، وتراجع بابا روما بعد ذلك عن المضي قدما في دعوى رفعها ضد المجلة التي نشرت على غلاف عددها الشهر الماضي صورة للبابا وكتبت تحتها "البابا نظيف ولا داعي لمقاضاتنا".
ومن جانبها نوهت مديرة معهد المسؤولية الإعلامية زابينا شيفر إلى أنه لا يمكن لأي جهة سياسية منع تيتانيك من نشر رسومها بسبب استقلالية وسائل الإعلام في ألمانيا وبعدها عن تأثير السياسة.
وقالت شيفر أن مسلمي ألمانيا يمكنهم الادعاء على مجلة تيتانيك أمام قضاء البلاد بتهمة التحريض العرقي غير أن فرص كسب هذه الدعوى تبدو ضئيلة. وأوضحت شيفر أن جرح مشاعر طائفة دينية ليس له قيمة تذكر أمام القضاء في دول أوروبا الغربية. ولفتت إلى أن الفقرة المتعلقة بسب الذات الإلهية أو الإساءة إلى الأديان بالمادة 166 من قانون العقوبات الألماني لم تطبق أبدا فيما مضى.
ومن جهة أخرى حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله من صب المزيد من الزيت على نيران الاحتجاجات الجارية بالدول الإسلامية بنشر المزيد من الرسوم المستفزة للمسلمين، وقال في تصريحات نشرتها مجلة دير شبيغيل على موقعها الإلكتروني إن حرية الرأي والمسؤولية وجهان لعملة واحدة. واعتبر الوزير أن حرية الرأي لا تعني إهانة أصحاب العقائد الأخرى وسبهم وجرح مشاعرهم.