لعل الصور والفيديوهات المنتشرة بمدينة طنجةوالدارالبيضاء لا تبشر بخير، وكأن وزارة الصحة أعلنت سيطرتها على الوباء بهما، وكأن الحكومة أعلنت خطتها للخروج من الحجر الصحي. مشاهد المواطنين وهم خارجين ويتجولون في الأحياء الشعبية بالدارالبيضاء تستفز الناظرين في الوقت الذي لم يبلغ فيه الوباء ذروته ولم تبدي الحكومة نيتها لرفع القيود بالمرة. إن المتجول في الأحياء الشعبية أو الأسواق، يشهد خرقا سافرا للحجر الصحي، من طرف المواطنين والباعة الذين تحولوا كلهم بين عشية وضحاها إلى بائعي الخضر أو الفواكه. ناهيك عن النسوة اللواتي يتجمعن بالأحياء وأمام أبواب المنازل للحديث. لماذا بالتحديد هذا الوقت يقع الخرق في حين ما يزال الطريق طويل للقضاء واحتواء فيروس كورونا؟. إنها تحولات خطيرة ومفاجئة في التعامل مع الحجر الصحي، تنذر بالكارثة التي تصدى لها المغرب منذ بداية الوباء بالتضحية باقتصاده الوطني وعلاقاته الخارجية في سبيل حماية الصحة العامة. إن ما يبعث عن الرعب حقا خاصة بالدارالبيضاء التي شهدت أحياؤها خرقا سافرا لحالة الحجر والطوارئ، هو أن المدينة هي المتصدرة لعدد الحالات المصابة بوباء كورونا المستجد وبلغت بها النسبة المئوية للوباء 27.06 بالمئة، وأي تراخي متعمد قد يودي بحياة العشرات من الساكنة. إن حالة التراخي مع الحجر الصحي التي أصبحنا نشاهدها ليس فقط في الدارالبيضاء، بل في مدينة طنجة ومدينة سلا أيضا، وهو ما رفع عدد الحالات من جديد.