أكد المحلل السياسي التونسي نجيب الورغي أن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، يحمل رسائل قوية تطبعها "الصراحة والشجاعة والالتزام والإخلاص". وقال الورغي، الذي يتولى رئاسة تحرير مجلة "ريالتي"، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الخطاب الملكي اشتمل، من خلال مضمونه وعمقه، على رسائل قوية موجهة إلى الشعب المغربي والطبقة السياسية، تطبعها الصراحة والشجاعة والالتزام والإخلاص".
وأضاف الورغي، وهو مدير عام سابق لوكالة الأنباء التونسية، أن الأمر يتعلق بخطاب ع لقت عليه الكثير من الآمال بالنظر إلى خصوصية السياق، مؤكدا أن الخطاب الملكي السامي لم يخيب تلك الآمال.
وأشار إلى أن الأجوبة الكثيرة التي اشتمل عليها الخطاب الملكي أعطت الدليل على أن جلالة الملك محمد السادس لا يكتفي فقط بالاستماع إلى شعبه وانتظاراته وانشغالاته، ولكنه يقترح أيضا على المغاربة رؤية ومسارا وحلولا.
وأضاف أن هذه الرؤية تميل إلى تعزيز استقرار البلاد والتضامن بين المغاربة، وإصلاح أوجه التفاوت الاجتماعي، وتصحيح جوانب الخلل في الإدارة وتذكير الفاعلين السياسيين بالدور المنوط بهم في مجال تأطير المواطنين.
وأكد المحلل السياسي التونسي أن الخطاب الملكي "يرتكز على تشخيص دقيق للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المغرب، ويقترح مسارات جدية تطمح إلى تصحيح توجهات معينة، لإضفاء قدر أكبر من النجاعة على البرامج الاجتماعية التي أصبح يتعين عليها أن تشتمل على جرعة تشاركية أكبر والتذكير بضرورات الوحدة والتضامن".
وأوضح أن الأمر يتعلق "بلحمة ت مكن المغرب من أن يظل حصنا، في مواجهة الشدائد، وأمام جميع محاولات المس بأمنه واستقراره، وبأسلم طريقة تسمح له بمواصلة مسيرة التنمية بثقة وثبات ".
وأضاف الورغي أن خطاب العرش أعاد التأكيد بشكل واضح على التزام جلالة الملك بتحريك عدد من الأمور من خلال تذكير الحكومة والفاعلين السياسيين بمسؤولياتهم وواجباتهم، موضحا أن الانتقادات الموجهة بعيدة عن أن تكون بمثابة جلد للذات، بقدر ما تهدف إلى الدفع نحو المزيد من الانسجام.
وأشار المحلل السياسي التونسي إلى أن الخطاب الملكي أكد أيضا على دور الأحزاب السياسية، المدعوة أكثر من أي وقت مضى، إلى تجديد خطابها وأساليب عملها، كما أكد على دور الحكومة المدعوة إلى إرساء حوار اجتماعي والحفاظ على استمراره دون أي انقطاع.
وأضاف أن جلالة الملك، مع أخذه في الاعتبار التطلعات الاجتماعية المشروعة لرعاياه مقتنع بأن التقدم وإحراز مكاسب وتحقيق إنجازات جديدة، رهين بالوحدة والتضامن، في ظل التمسك الراسخ بالقيم الوطنية.