قال عبد الرحيم منار السليمي، المحلل السياسي والمتخصص في الجماعات الإرهابية، إن وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية تعمدت تزييف تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأن الندوة التي جمعت بين الوزير الروسي ونظيره الجزائري عبد القادر مساهل خلال زيارته لموسكو، لم يتحدث خلالها المسؤول الروسي عن أي مفاوضات، وإنما تحدث بشكل واضح عن وقف إطلاق النار مشيدا بعمل بعثة الأممالمتحدة في الصحراء. وأوضح منار السليمي، في تصريح ل"ميدي أن تيفي"، أن الهدف من هذه الدعاية الكاذبة والتضليل الواضح لتصريحات مسؤول دولة عظمى، هو الضغط على المبعوث الأممي إلى الصحراء، الألماني هورست كوهلر، وأن الصحافي كاتب المقال زاغ بشكل كبير ومفضوح عن الحقيقة، وقدم ترجمة محرفة لما قاله رئيس الدبلوماسية الروسية فيما يتعلق بملف الصحراء، الذي يؤكد في كل مرة أن بلاده تحترم قرارات الأممالمتحدة في هذا الباب.
وأكد الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، أن هناك تنسيقا مفضوحا بين وكالة الأنباء الجزائرية ونظيرتها في مخيمات تندوف، ذلك أن المقال لم يمر على نشره سوى دقائق حتى تناقلته مختلف المواقع والمنابر التابعة للبوليساريو، ونشرته بشكل حرفي، مما يثبت أن وكالة الأنباء الجزائرية تمارس الدعاية الكاذبة.
وتنذر هذه الفبركة المفضوحة لتصريحات رئيس الدبلوماسية الروسي سيرغي لافروف بتطورات خطيرة بين الجزائر وروسيا خلال الساعات المقبلة، خاصة وان الندوة التي جمعت مساهل بلافروف تناقلتها العديد من المنابر وحضرها صحافيون ورصدتها عدسات الكاميرات، وحرفت أطوارها وكالة الأنباء الجزائرية، بغرض الضغط على المبعوث الأممي في الصحراء هورست كوهلر.
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية قد بتت قصاصة إخبارية ذكرت فيها أن لافروف طالب المغرب وجبهة البوليساريو بإجراء مفاوضات مباشرة لحل النزاع في الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي لم يذكره نهائيا، وإنما تحدث عن مشاورات أو حوار حول نقطة خاصة وفريدة تتعلق باحترام وقف إطلاق النار، الذي أقرته الأممالمتحدة سنة 1991 ووافق عليه المغرب والجبهة حينها. وبعد ذلك قامت الوكالة بحذف الخبر الزائف دون ذكر الأسباب، فيما عزا متتبعون للشأن الجزائري أن تكون موسكو قد قرعت الجزائر وحذرتها من تداعيات تحريف تصريحات رئيس ديبلوماسيتها..