قال وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، إن الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك الى القمة ال29 للاتحاد الافريقي، التي افتتحت أمس الاثنين بأديس أبابا، أبرز رؤية جلالة الملك ليس فقط للقارة الإفريقية ولكن أيضا لمنظومة الاتحاد الافريقي وفق منظور جديد. وأوضح بوريطة، في تصريح للصحافة على هامش افتتاح القمة، أن هذه الرؤية تتجلى أساسا في كيفية مسايرة الاتحاد الافريقي لطموح شعوب وقادة افريقيا والبحث عن كيفية بلورة الاتحاد لهذا التصور.
وأضاف أن الخطاب الملكي السامي تطرق الى التحديات الآنية التي تواجه القارة، والتي تعتبر اليوم في صلب أجندة هذه القمة، ويتعلق الأمر اساسا بالشباب والهجرة. فبخصوص قضية الشباب، قال السيد بوريطة إن جلالة الملك أكد أن الشباب بدل أن يكون عائقا ويشكل تحديا في إفريقيا يمكن أن يكون أداة للتطور والاستقرار.
وأشار الوزير إلى أن الخطاب الملكي قدم تصورا بخصوص تعامل القارة مع قضية الشباب انطلاقا من التجربة المغربية سواء على مستوى التكوين المهني أو من خلال استعمال طاقات الشباب كأداة لتنمية القارة الإفريقية.
ولدى تطرقه لموضوع الهجرة ، أكد الخطاب الملكي، حسب بوريطة، أن الشباب بدل أن يكون ضحية سواء من خلال الهجرة غير الشرعية او الاتجار بالبشر يمكن أن يساهم في تحقيق الأجندة الافريقية المتعلقة بالأمن والسلم والتنمية.
وفي السياق ذاته، أشار الوزير الى أن اليوم الاول من قمة الاتحاد الافريقي تميز بتقديم جلالة الملك لتقرير أولي يتضمن تصورا لقضية الهجرة على مستوى القارة الافريقية، مذكرا بأنه في مؤتمر القمة الماضي وبعد عودة المملكة المغربية للاتحاد الافريقي التمس رؤساء الدول والحكومات من جلالة الملك وضع تصور على مستوى القارة الإفريقية لمعالجة مسألة الهجرة.
وأضاف بوريطة أن جلالة الملك قدم هذا التصور انطلاقا من كون أن الهجرة أصبحت اليوم عنصرا مهيكلا في العلاقات الدولية وموضوعا مطروحا بحدة على المستوى الدولي، من خلال استحضار الوضع في أوروبا وامريكا الشمالية وفي مجموعة من المناطق.
كما أبرز جلالته، حسب بوريطة، أن إشكالية الهجرة هي أساسا داخل القارة الإفريقية قبل أن تكون خارجها، حيث أن حركات الهجرة تتم بالدرجة الأولى بين الدول الافريقية. وأشار الوزير الى أن تصور جلالته بخصوص الهجرة أكد أيضا أنه لم يعد هناك بلد مصدر للهجرة وبلد عبور وبلد استقرار، مبرزا أن هذه المفاهيم عرفت تطورا وتغيرا ويجب اليوم التعامل معها بشكل مختلف، ومن هذا المنطلق اقترح جلالة الملك تصورا قائما على أربعة مستويات.
وفي هذا السياق أكد بوريطة أن المستوى الأول يتجلى في كون الهجرة يجب أن تكون سياسة وطنية على اعتبار أن التعامل مع المهاجرين هو مسؤولية وطنية و يجب على كل دولة ان يكون لها تصور ، مذكرا في هذا السياق بسياسة المملكة المغربية في مجال الهجرة التي وضعها جلالة الملك، والتي أدت إلى تسوية وضعية مجموعة من المهاجرين يتم العمل الآن على إدماجهم.
وأشار بوريطة إلى أن هذا التصور الذي لقي ترحيبا وتجاوبا من طرف رئيس المؤتمر، ربطه جلالته بالتنسيق على المستوى الاقليمي وكذا مع الشركاء وبالمقاربة القارية، موضحا أنه إذا كانت دولة ما تعمل على تحسين وضعية المهاجرين ودولة أخرى مجاورة تستعمله لأغراض سياسوية أو تستغل مأساتهم في إطار علاقات ثنائية، فان ذلك لن يسمح لافريقيا ببلورة تصور واحد.
من جهة أخرى، أشار الوزير الى أن الخطاب الذي ألقاه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي تضمن بعض العناصر التي تبين أن هناك تحولا وتغيرا وبأن الحضور المغربي أضحى له تأثير من خلال تجاوز بعض العبارات الاستفزازية والخاطئة أو من خلال الاعتماد على اللغة الأممية في ما يخص مثلا قضية الصحراء.