قال الموساوي العجلاوي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط والباحث في معهد الدراسات الإفريقية، إن المغرب يشتغل بكل مكوناته ومؤسساته من أجل العودة إلى الاتحاد الإفريقي في نهاية الشهر الجاري. وأكد الدكتور العجلاوي، المتخصص في الشؤون العربية والإفريقية، في لقاء مع قناة "ميدي أن تيفي" أمس الخميس، أن المجلس الوزاري الأخير الذي انعقد برئاسة جلالة الملك حمل رسالة قوية إلى كافة الأحزاب بأن ترفع الأفق السياسي وأن تستحضر اللحظة، باعتبار أن المملكة المغربية تقود معركة من أجل العودة إلى الاتحاد الإفريقي.
وأوضح الموساوي العجلاوي في اللقاء ذاته، أن الأحزاب السياسية أصبحت مطالبة بتجاوز خلافاتها والعمل من أجل تشكيل هياكل مجلس النواب واختيار رئيس له، والإسراع بالمصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، مضيفا أن الأحزاب المغربية، حينما يتعلق الأمر بالمصالح العليا للوطن، فهي لا تخلف الميعاد، وهذا ما يعطي للمغرب الاستثناء الذي ينفرد به في المنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه، أن النخبة السياسية تساير في نهاية المطاف الأهداف الإستراتيجية للدولة.
ولأن المغرب يخوض معركة على عدة واجهات دولية، فالأحزاب والطبقة السياسية في البلاد، عليها أن تكون في المستوى المطلوب، لأن حدث التحاق المغرب بالاتحاد الإفريقي، سيكون حدثا وطنيا بامتياز، ويجب أن تنخرط فيه جميع المكونات، وهذا ما قال في شأنه الموساوي العجلاوي بأنه مطمئن لذلك، فالمغاربة حينما يتعلق الأمر بالقضية الوطنية، فالكل ينخرط في هذا المسلسل.
وعن انتخابات مجلس النواب، أكد الموساوي في اللقاء نفسه، أن هذه الخطوات الهامة التي ستسفر في نهاية الأمر عن إخراج الغرفة الأولى من حالة "العطالة" ستعجل بولادة الحكومة، لأن الدولة المغربية في لحظة يجب أن تكون ممثلة في مؤتمر أديس أبابا المقبل، بجميع هياكلها ومؤسساتها وتنزل بكل ثقلها الدبلوماسي.
واعتبر الموساوي العجلاوي، أن المصادقة على القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي من قبل البرلمان المغربي بغرفتيه، ما هي إلا الخطوة الأولى لمعركة قادمة، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تشكيل هياكل المجلس وانتخاب رئاسته وأعضاء مكتبه، حتى يستطيع المغرب مواكبة عمل اللجان التي تشتغل بأديس أبابا، موضحا أن المعركة ستكون طويلة، وستبتدئ من نهاية يناير الجاري إلى يوليوز المقبل.
وفي الأخير، أكد الموساوي العجلاوي، أن عودة المغرب إلى مقعده في الاتحاد الإفريقي، وهي العودة الأكيدة والمرتقبة، ستعيد التوازنات وتخلق موازين قوى جديدة داخل الاتحاد، الذي ظل لسنوات طويلة في يد مجموعة من الدول كجنوب إفريقيا والجزائر ووسيلة لتنفيذ سياستيهما العدوانية اتجاه المغرب وقضيته الترابية.
وستمكن عودة المغرب إلى مقعده الشاغر منذ 33 سنة الدول الإفريقية من تبادل التجارب مع المملكة في شتى المجالات، سواء تعلق الأمر بالمجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو الطاقي أو الأمني وقضايا أخرى تتعلق بالهجرة والتنمية بالقارة الإفريقية...
وتشير مكاتب الدراسات إلى أن المغرب سيكون اللاعب الكبير بالقارة الإفريقية في السنوات المقبلة، غير أن محطة مؤتمر أديس أبابا ستكون هي الأولى في مسار مشوار طويل لملف العودة الكاملة، وينبغي أن ينخرط فيه الجميع.