أبرز عدد من النواب والمسؤولين الأوروبيين التجربة المتفردة للمغرب في الحرب على الإرهاب، داعين الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز تعاونه مع المملكة في هذا المجال. جاء ذلك خلال ندوة احتضنها البرلمان الأوروبي ببروكسل، مساء أمس الأربعاء، حول موضوع "تعزيز الأمن والاستقرار في المتوسط : دور المغرب".
وبالنسبة للنائب الأوروبي، جيل بارنيو، فإن المغرب شريك متميز للاتحاد الأوروبي في محاربة الإرهاب، ويشكل نموذجا يحتدى في المنطقة بفضل تجربته ومقاربته المتعددة الأبعاد في هذا المجال.
وأضاف النائب الفرنسي أن أوروبا ستجني الكثير من التجربة المغربية في المجال الأمني ومحاربة التطرف، وخاصة من خلال تكوين الأئمة.
من جانبه، اشاد النائب الأوروبي كريستيان دان بريدا بالدينامية التي يشهدها التعاون المغربي الأوروبي، وخاصة في المجال الأمني، منوها في هذا الصدد باستعداد المملكة مد يد المساعدة لأوروبا لرفع التحديات الأمنية وفي مجال الهجرة.
أما النائب أنطونيو لوبيز إيستوريز وايت فأكد أن المغرب شكل دائما نموذجا للتعاون في المجال الأمني مع مجموعة من البلدان الأوروبية. وذكر بأنه، وبفضل هذا التعاون، تم تفادي هجمات في غاية الخطورة.
وأبرزت النائبة رشيدة داتي قوة الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال63 لثورة الملك والشعب والذي يذكرنا “نحن الأوروبيين بضرورة أن نعتمد وبشكل عاجل على المغرب والتعاون معه لما فيه صالح الشعبين”.
وأكدت داتي في هذا الصدد على الدور الاستراتيجي للمغرب إلى جانب الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات الراهنة.
وأبرز بريس هورتفو، نائب أوروبي ووزير الداخلية الفرنسي السابق على التجربة المغربية المتفردة في مجال الحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أن الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي حاسمة في هذا المجال.
وأكد هورتفو على الطابع "النموذجي" للتعاون بين المغرب وفرنسا في مجال الحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيجني مكاسب كبيرة من خلال استلهامه من المقاربة المغربية الاستباقية. كما أبرز ” الجهود الملموسة ” التي بذلها المغرب في مجال الهجرة.
ونوهت النائبة الأوروبية آنا إلزبيتا فوتيغا بالدينامية المتجددة التي يعرفها التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مؤكدة على الدور المركزي الذي تضطلع به المملكة في منطقة جنوب المتوسط كبلد ينعم بالاستقرار.
أما أوليفييه أونيدي المسؤول عن شؤون الهجرة بالمفوضية الأوروبية، فأكد على أن المغرب يقوم بتدبير "نموذجي" للهجرة، وخاصة في الجانب المتعلق بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وقال إن المغرب اتخذ إجراءات هامة في مجال الهجرة وتدبير الحدود، وأصبح بالتالي "نموذجا" يحتدى في المنطقة.
وكان وزير الداخلية محمد حصاد قد استعرض قبل ذلك الخطوط الكبرى للمقاربة المغربية في مجال الحرب على الإرهاب.
وأبرز حصاد أن المقاربة المغربية في مجال الحرب على الإرهاب تقوم على ثلاثة محاور وهي الاستباق وتأطير الحقل الديني والحرب على جميع أشكال الإقصاء، مذكرا في هذا الصدد بتفكيك عشرات الخلايا الإرهابية من قبل أجهزة الأمن المغربية، والجهود الملموسة التي تقوم بها المملكة لتحويل مناطق تعاني من الهشاشة على المستوى الاقتصادي إلى مراكز للتنمية، ومحاربة السكن غير اللائق ومدن الصفيح والتهميش.
من جهة أخرى، أكد الوزير على أهمية التعاون الدولي في مجال الحرب على الإرهاب، مشددا على أنه لا يمكن لأي بلد كسب هذه الحرب بمفرده، مبرزا في هذا الصدد التعاون الجيد بين المملكة وعدد من البلدان وخاصة الأوروبية منها.