مباشرة بعد عودة بنكيران من بلجيكا، حيث عكف على تعلم الانجليزية في ثلاثة أيام، انتشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه رئيس الحكومة وهو يتلعثم كأي تلميذ صغير بالكاد يركب كلمة أو كلمتين باللغة الإنجليزية التي كان من المفروض أن يتعلمها منذ أن فكر في الإستثمار في اسطول التعليم الخصوصي قبل 30 سنة. ظهر بنكيران مع مسؤول أجنبي وبينهما سعد الدين العثماني يصحح لرئيس الحكومة هفواته وأخطاءه المتكررة وشرع بنكيران في التفوه بكلمات انجليزية ركيكة، مما دفع بعض المعلقين إلى القول بان زعيم البيجيدي بدأ في تطبيق ما تعلمه من تعابير بلغة شكسير خلال مقامه في بروكسيل..
إلا ان الحقيقة ليست كذلك، فهذا الشريط يعود الى شهر غشت سنة 2015، حيث يظهر فيه بنكيران وهو يتحدث مع رئيس وفد زار المغرب آنذاك ويتضح من خلال الملامح انه من بنغلاديش، حل ضيفا على مؤتمر منظمة التجديد الطلابي، الذراع الطلابية الضاربة لحزب العدالة والتنمية..
وكان هذا اللقاء، الذي حاول بنكيران الحديث خلاله بالانجليزية، هو الدافع والنقطة التي أفاضت كأس رغبة بنكيران في تعلم لغة شكسبير، ليقرر في ما بعد اللجوء إلى تلقي دروس دعم مكثفة وهو ما تأتى له الأسبوع الماضي حيث رحل إلى بلجيكا لزيارة أفراد من أسرته، و التعلم السريع للغة الانجليزية..
وكان الشريط الذي نُشر خلال شهر غشت من السنة المنصرمة، قد اثأر جدالا كبيرا وسط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حيث استهجن البعض طريقة حديث بنكيران بالانجليزية ونصحه البعض الآخر بضرورة تلقي دروس في هذه اللغة فيما انبرى بعضهم للدفاع عنه بالقول ان رئيس الحكومة حاول التحدث بلغة لا يتقنها دون حرج وهي مبادرة مستحسنة..
وللتذكير فإن السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحسن الداوي، سبق له أن قال في لقاء عمومي : "من لا يتوفر على اللغة الإنجليزية غير يمشي يحفر قبره يدفن راسو حي". وربما كانت هذه واحدة من النقط التي دفعت كبير الإسلاميين الى التسريع بتعلم الإنجليزية استعدادا لما هو آت أو غير آت.