شعب بريس – عواطف عمران أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم الأربعاء بعين عتيق (عمالة تمارة)، على تدشين مؤسسة "أحمد بن زايد آل نهيان للرعاية الاجتماعية"، التي تم إنجازها باستثمارات مالية إجمالية بلغت 102 مليون درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذه المؤسسة، التي يندرج إنجازها في إطار استراتيجية طموحة تروم تأهيل مراكز الاستقبال القائمة على مستوى جهة الرباط - سلا - زمور- زعير وإحداث مراكز جديدة ودعم الجمعيات التي تعمل في مجال محاربة الهشاشة. وقد بلغت تكلفة تشييد هذا المركب الاجتماعي 102 مليون درهم تم تمويلها بمساهمة كريمة من مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية بلغت 85 مليون درهم أي ما يعادل 80 بالمائة من كلفة المشروع، ومساهمة مجلس المدينة (عشرة ملايين درهم) ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن (ثلاثة ملايين درهم) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (مليونا درهم) ومجلس العمالة (مليونا درهم). وستتولى جمعية أصدقاء مركب عين عتيق تسيير المنشأة الجديدة، على أن تتكفل الجمعية المغربية لدعم الأطفال في وضعية الهشاشة بتسيير الوحدة الخاصة بالأطفال المدمنين، على أن يتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل مسؤولية التسيير البيداغوجي للتكوينات التي يوفرها المركب. وأطلق العاهل المغربي اسم المغفور له الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان على هذه المؤسسة الاجتماعية بعين عتيق إكراماً لروح الفقيد الذي كانت تربطه علاقات إنسانية متميزة بالمملكة المغربية، والذي يحظى بتقدير عال من طرف فئات عريضة من سكان المنطقة. وأكد العصري سعيد أحمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة المغربية أن هذا المشروع يعد عملاً إنسانياً متميزاً "ويشكر عليه جلالة الملك محمد السادس الذي لولا دعمه لم يكن ليرى النور في الوقت الحاضر". وعبر في تصريح له بهذه المناسبة عن تقديره لهذه الالتفاتة الملكية الكريمة بإطلاق اسم المغفور له الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان تقديراً وإكراماً لروح الفقيد على هذه المؤسسة الاجتماعية، معرباً عن سعادته بافتتاح هذه المؤسسة التي "لن تخدم العاصمة الرباط لوحدها، بل مدنا أخرى مجاورة". وأشاد الظاهري بالجهود التي تبذلها الحكومة المغربية من أجل تنفيذ المشاريع الاجتماعية والإنسانية. وتوفر المنشأة الجديدة التي أقيمت على مساحة تفوق أربعة هكتارات للأشخاص الذين يعانون من ظروف صعبة إطاراً ملائماً ومناسبا للاستقبال والإيواء، إضافة إلى برامج للمواكبة والتكوين والتعليم النظامي والتربية غير النظامية في أفق إدماج اجتماعي مهني ناجح. ويضم المركز الجديد الذي يتسع ل 1300 شخص قسمين يخصص الأول للأطفال، ويضم أربعة أجنحة للأطفال المتخلى عنهم، والأطفال ممن هم في وضع مأساوي، والأطفال المنقطعين عن الدراسة (فتيان وفتيات). وقسم للراشدين يتكون من أربعة أجنحة مخصصة للنساء اللاتي يعانين من ظروف صعبة والمسنين والمعاقين والمرضى العقليين، كما يضم وحدة خاصة بالأطفال المدمنين. وتضم المؤسسة إلى جانب المهام التقليدية لمراكز الاستقبال المقتصرة على الإيواء والإطعام والتركيز على الإدماج، مركزاً اجتماعياً تربوياً مخصصاً للتربية غير النظامية، والتأهيل في مجال الإعلام والموسيقى ومركز للتأهيل المهني في مجالات الكهرباء ونجارة الألمنيوم والتطريز والخياطة. كما تضم جناحاً للعلاجات أقيم على مساحة 182 متراً مربعاً ويسهر على تأطيره طاقم طبي مكون من أربعة أطباء متخصصين وخمسة في الطب العام، وأربعة ممرضين وأربعة مساعدين صحيين وكذا مطبخاً تعليمياً، وغرفة غسيل مجهزة، وحماماً تقليدياً وثلاثة مساكن وظيفية، وميداناً للألعاب وملعباً رياضياً. وتتميز "مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للرعاية الاجتماعية" بعين عتيق بكونها منشأة اجتماعية رائدة ذات قيمة مضافة بالنسبة لجهة الرباط - سلا -زمور - زعير، حيث ستسهم في تعزيز برامج تحسين ظروف استقبال الفئات الضعيفة والدفع بالجهود المبذولة من أجل الحد من ظاهرتي التسول والتشرد.