أفاد المنسق المقيم لمنظمة الأممالمتحدة وممثل برنامج الأممالمتحدة من أجل التنمية في المغرب، فيليب بوانسو، اليوم الثلاثاء بالرباط، بأن المنظمة ستواصل دعمها للجهود التي تبذلها المملكة من أجل تعزيز مكتسباتها وتحسين نموها الاقتصادي والاجتماعي و البيئي. وأشار بوانسو، في مداخلته عند انطلاق ورشة المناظرة الوطنية حول تفعيل أهداف التنمية المستدامة في المغرب، إلى أن منظمة الأممالمتحدة ستواصل أيضا "نقل خبرة المغرب إلى بلدان أخرى بهدف الاستفادة منها". وحسب بوانسو، فإن هذه الورشة تشكل "فرصة مواتية للسير على طريق تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 بالمغرب، وهي الأهداف التي تم تبنيها في شتنبر الماضي خلال انعقاد الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدةبنيويورك".
كما تشكل مناسبة لوضع الحجر الأساس لل15 سنة القادمة وتحديد المعايير الأولى والترتيبات المؤسساتية التي ستمكن من ضبط جدول أعمال 2030 مع الحقائق والأولويات المغربية، مع إدماج هذه الأجندة في الاستراتيجيات والمخططات الوطنية.
وأكد بوانسو أن تفعيل أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني يتطلب تماسكا قويا للسياسات الأفقية والعمودية وكذا بين المؤسسات.
وأوضح المسؤول أن "الدور الذي تقوم به الجماعات المحلية و الجهوية و الفاعلون المحليون الآخرون في إطار تنفيذ هذه الإجراءات يبقى أساسيا" معتبرا أن المقاربة يجب أن تكون مندمجة، تشجع المؤسسات متعددة المستويات، بمفاهيم مبتكرة. وحسب السيد بوانسو، يتعين أيضا التفكير في تمويل التنمية بطريقة شاملة ومبتكرة، وذلك بتعبئة كل الموارد المتوفرة، بما فيها موارد القطاع الخاص، و"ربما اعتماد طريقة للتمويل ترتكز على أهداف التنمية المستدامة".
وشدد بواسنو على أن كل هذه الأعمال تتطلب تملكا وطنيا شاملا وريادة وطنية قوية جدا.
وستتيح ورشة المناظرة الوطنية حول تفعيل أهداف التنمية المستدامة في المغرب في أفق 2030 فرصة تدشين عملية تنفيذ وتتبع وتقييم إنجازات المملكة.
وستعرف هذه الورشة الوطنية على مدى ثلاثة أيام مشاركة العديد من القطاعات الحكومية وأعضاء من البرلمان والجماعات المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني ووكالات وصناديق وبرامج الأممالمتحدة. وستسلط المحاور، التي ستناقش عددا من تيمات الأجندة الجديدة (الإنسانية والكوكب والازدهار والسلام والشراكات)، الضوء على مساهمات مختلف الفاعلين، وتباشر عملية تكييف أهداف التنمية المستدامة مع الأولويات الوطنية.
ومن شأن أعمال هذه المناظرة الوطنية إغناء مساهمة المملكة المغربية في المنتدى السياسي عالي المستوى حول التنمية المستدامة الذي سوف ينعقد في نيويورك من 11 إلى 20 يوليوز 2016، تحت رعاية المجلس الاقتصادي و الاجتماعي للأمم المتحدة.