ستدعم شبكة ال 5G ، على غرار شبكات ال 4G وال 3G قبل ذلك، خدمة الاتصال اللاسلكي أيضا، لكن الغرض منها سيكون مواكبة الزيادة الهائلة في انتشار الأجهزة التي تحتاج إلى الاتصال بالإنترنت عبر الهاتف، حيث لم يعد الإنترنت يقتصر على مجرد الهاتف وجهاز الكمبيوتر، بل يتخطى ذلك تدريجيا إلى الأجهزة المنزلية وأقفال الأبواب والكاميرات الأمنية والسيارات والأجهزة القابلة للارتداء وياقات الكلاب والعديد من الأجهزة الأخرى. وتتوقع مؤسسة "غارتنر" أن يصبح عدد الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت بحلول عام 2020 حوالي 20 مليار جهاز. وعلى سبيل المقارنة، يوجد حاليا ما يقدر بنحو 6.4 مليارات جهاز متصل بالإنترنت في العالم، ومعنى زيادة الأجهزة إلى هذا القدر الكبير أنها ستحتاج إلى شبكة اتصال أكبر وأسرع من تلك المتوفرة حاليا.
أما عن تاريخ شبكات الاتصالات، فقد بدأت تكنولوجيا الهواتف اللاسلكية في العالم بشبكة 1G، وفي وقت مبكر من تسعينيات القرن الماضي توسعت الشبكة ل 2G، عندما بدأت الشركات في تمكين الناس من إرسال رسائل نصية بين اثنين من الأجهزة النقالة.
وبعدها انتقل العالم إلى الجيل الثالث 3G، والذي أعطى الناس القدرة على إجراء المكالمات الهاتفية، وإرسال الرسائل النصية وتصفح الإنترنت، أما ال 4G فقد عززت العديد من قدرات شبكات الجيل الثالث اللاسلكية، حيث مكنت المستخدمين من تصفح مواقع الإنترنت، وإرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات الهاتفية، وحتى تحميل ملفات الفيديو الكبيرة دون أية مشاكل.
ثم أضافت الشركات تقنية LTE، التي تعني "التطور الطويل الأمد"، إلى شبكات ال 4G. حيث أصبح الLTE أسرع وأكثر تنوعا من ال"4G".
أما عن"5G" فسوف يتم بناؤها على الأساس الذي تم وضعه في 4G LTE، أي أنها ستسمح بإرسال النصوص وإجراء المكالمات وتصفح مواقع الإنترنت كما هو الحال دائما، إلا أنها ستزيد بشكل كبير جدا من سرعة نقل البيانات عبر الشبكة.
وستُسهل 5G على الناس تحميل فيديوهات Ultra HD الفائقة الوضوح وكذا الفيديوهات بتقنية الأبعاد الثلاثية 3D، كما أنها ستفسح المجال لدخول الآلاف من الأجهزة التي تعمل استنادا إلى الاتصال بالإنترنت عالمَنا اليومي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" قد ذكر سابقا في كلامه شبكة ال 5G، وأشار إلى أن أجهزة ال 5G سيمكنها تحميل أفلام كاملة بتقنية الHD في ثانية واحدة، إلا أن الشبكة الجديدة ربما ستصل إلى سرعة يمكنها تحميل 800 فيلم في الثانية الواحدة، وفقا لباحثين من جامعة Surrey في بريطانيا.
وذكر الباحثون "اختفاء" عوامل "التأخير" عند انتظار رد الشبكة، حيث ستنخفض معدلاتها إلى 1/1000 من الثانية، والتي لا يمكن أن يشعر بها الإنسان، وستكون شبكة 5G سريعة بما يكفي لتقديم خدمة الخرائط المفصلة الثلاثية الأبعاد للسيارات من دون سائقين، مثل تلك التي تملكها شركة غوغل، والتي ما زالت في مراحل الاختبار حاليا بولاية كاليفورنيا.
وتعد خدمة ال 5G بالفعل متاحة في بعض مواقع الاختبار في الولاياتالمتحدة، وخلال فعاليات المؤتمر العالمي الأخير للجوال، أعلنت شركة الاتصالات الأمريكية فيريزون أنها شرعت في إجراء تجارب محدودة ل5G في ولاية تكساس، وولاية أوريغون، ونيو جيرسي، الأمر الذي أعلنته شركات أخرى منافسة أيضا، مثل"AT & T ".
ولا يتوقع معظم المحللين أن تعم شبكات ال 5G العالم قبل حلول عام 2020.