قال يوسف العمراني، المكلف بمهمة في الديوان الملكي امس الجمعة بميونيخ ، إن " المغرب أضحى اليوم قطبا حقيقيا للاستقرار، بفضل الاصلاحات العديدة التي ينهجها منذ عدة سنوات في المجالات، السياسية والدستورية والاقتصادية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأكد العمراني، في تدخل خلال مشاركته في الدورة ال52 من مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن أن مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس مكنت من تعزيز المسلسل الديمقراطي في البلاد، مشيرا الى ان المغرب نهج هذا الخيار المبني على الحداثة والتعددية السياسية والانفتاح الاقتصادي، في ظل بيئة اقليمية ودولية مضطربة .
وبعد ان وصف السياق الإقليمي الحالي ب"المعقد '' و''الصعب '' خاصة بسبب الصراعات والعنف والتطرف، أشار العمراني إلى أن '' الرؤية الواضحة التي رسمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمستقبل الأمة ، تقوم على مقاربة تشاركية وشاملة، وتدمج مختلف جوانب التنمية البشرية، من أجل بناء نموذج مجتمعي مغربي ''، مضيفا أن '' هذه المقاربة مكنت المغرب من نهج تغيير استباقي ضامن لاستقرار على المدى الطويل".
وقال العمراني '' إن خيار بناء مغرب عصري ، ومتطور ومزدهر، ينعكس ايضا من خلال مجموعة واسعة من الأوراش والمشاريع القطاعية التي بادر إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجالات الزراعة (مخطط المغرب الأخضر) ، وفي الصناعة (مخطط اقلاع )، والطاقات المتجددة ، والسياحة (رؤية 2020)، وكذا في مجال التكنولوجيات الجديدة ''.
وذكر في هذا الصدد أن نجاح سياسة الطاقة في مجال مكافحة التغيرات المناخية وحماية البيئة ، قد تعزز بافتتاح قبل بضعة أيام محطة الطاقة الشمسية (نور ورزازات) من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ".
وأضاف أنه تم الاعتراف بالمغرب كرائد في هذا المجال على الساحة الدولية ، خاصة من خلال اختياره لاحتضان مؤتمر الأطراف في الاتفاقيةالإطار للأمم المتحدة بشأن تغيرات المناخ (كوب22 ) في مراكش في نونبر المقبل ، وعبر سلسلة من الإصلاحات المؤسساتية ، مثل سياسة السدود وميثاق البيئة، ومخطط المغرب الأخضر، أو أيضا خطة الاستثمار الأخضر .
وأكد العمراني، من جهة أخرى، أن المغرب تبني هذه المبادرات الطليعية من اجل مواجهة الإرهاب الدولي وخطر التطرف، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى نجاح إصلاح الحقل الديني الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار مقاربة متعددة الأبعاد ،يولي المغرب اهمية خاصة لتأهيل الأئمة المغاربة والأجانب من خلال برامج للتكوين الديني تتماشى مع التعاليم الحقيقية للإسلام المعتدل والمتسامح وتتقاسمه جميع الدول التي تعتمد المذهب المالكي.
وفي هذا الصدد، قال العمراني إن '' المبادرات ذات البعد الثقافي والديني تظل أولوية أساسية في المشروع المجتمعي للمملكة ''، مشيرا إلى أن '' التعليمات الملكية السامية الأخيرة المتعلقة بمراجعة برامج ومقررات تعليم التربية الدينية، تهدف إلى تكريس الثوابت الدينية للمملكة، وترسيخ التقاليد العريقة للبلاد، التي ترتكز على قيم الأمة الموحدة، وعلى غنى التنوع الثقافي لمكوناتها".
جدير بالإشارة إلى أن مؤتمر ميونيخ الدولي ال52 للأمن يشارك في أشغاله نحو ثلاثين رئيس دولة، وأكثر من 70 وزير خارجية ودفاع، من أجل بحث تسوية الأزمة السورية وأزمة الهجرة والأمن في أوروبا والأمن الإلكتروني .